إنجاز الأهداف
قائد الفريق، أو مدير المنشأة، يكتشف مع الوقت نوعيات مختلفة من البشر، ليست الاختلافات الإنسانية الطبيعية، بل الاختلافات المهنية في مستويات الأداء والإنجاز والتواصل والتقدم الحقيقي بخطوات ثابتة نحو الهدف الرئيس، والأهداف التي تقود إليه.
النظريات في هذا الشأن كثيرة، لكن لا شيء كالممارسة والتطبيق ينبئك عما تحتاج، وما لا تحتاج من العقليات، والقدرات التي تستطيع الإنجاز فعلا، وتلك المبدعة الخلاقة التي ربما لا تكون قادرة على التنفيذ بقدر قدرتها على التخيل، والانطلاق بعيدا في التفكير، وفي كلا النوعين خير، إذا أحسن استثماره. يحكي البعض عن موظفين أو مستشارين ظهروا في الأعوام الأخيرة لهم سمات معينة ربما غير معتادة مثل: حملهم أجهزة كمبيوتر أو أجهزة لوحية باستمرار، وحملهم أكواب قهوة لا تفارقهم، وربما ارتداء أشياء معينة توحي بأنهم "كول".
هذا المنظر ليس حكرا علينا، إنه إحدى السمات التي تشاهد كثيرا حول العالم، وهي ارتبطت بجيل الرقمنة وما يتبعها في كل شيء، ولا مشاحة فيما يرتدون أو يحملون فالمهم هو ما ينتجون.
بعض هؤلاء، يقترح ويخطط لمشاريع قابلة للتنفيذ، وهو ينجز وينتج ويؤدي عمله ضمن فريقه الذي يقود أو الفريق الذي ينتمي إليه. بعضهم الآخر، يقدم عروضا مبهرة، لكنه يعجز عن التنفيذ، أو التوصيل النهائي "ديلفر"، وهؤلاء من تهدر المنشآت وقتها معهم ومالها عليهم.
بعض ثالث، يخطط جيدا ويبدأ جيدا، لكنه لا ينجز أو يشارك في الإنجاز من الألف إلى الياء، يتوقف عند السين أو الكاف حسب قدرته، ثم يقفز إلى فكرة أخرى، ويبدأ من جديد بحجج كثيرة، وبعد مشروعين أو ثلاثة، يكتشف القائد، أو تكتشف المنشأة عدم قدرته على الإنجاز، وهو بدوره ينتقل إلى جهة أخرى أو فريق جديد ليعيد الكرة.
هناك مبدعون في التفكير فقط، لكن تنقصهم دربة أو خبرة التنفيذ، وعلى القائد أو مسؤول الجهة أن يعرف كيف يشكل فريقه من جميع العناصر بحيث يحصل على المبدعين، وعلى المبدعين المنفذين، وعلى المنفذين الأكفاء.
الجميع يريد نتائج وإنجازات على أرض الواقع. الواقع الحقيقي الذي ينعكس على المواطن والتنمية إذا كانت الجهة حكومية، وعلى العلامة التجارية والحصة السوقية والنمو إذا كنا نتحدث عن الشركات، أي في النهاية تحقيق الأهداف.
لا تهتم لما يحمل في يده، اهتم بما يحمل في عقله، والأمنية أن يتعلم الحالمون كيف ينجزون، وأن يقارب مخضرمي الإنجاز الأحلام الجديدة.