أمل في لحظة جديدة للأمم المتحدة «2 من 2»
تتمتع الأمم المتحدة أيضا بقبول واسع، نظرا لنهجها متعدد المستويات والقنوات للحوكمة العالمية. تجتمع بانتظام مع ممثلين عن الحكومات المحلية والمدن والمجتمع المدني والقطاع الخاص، حيث يتم سماع جميع الأصوات. واستعدادا للذكرى الـ 75، نظمت أكبر نقاش عالمي مفتوح على الإطلاق، من خلال مبادرة "حوارات أ.م.75".
من المهم أن نتذكر أن الأمم المتحدة ليست مجرد منظمة واحدة. إنه نظام يضم مجموعة واسعة من الوكالات المختصة التي يمكن نشر خبرتها في جميع أنحاء العالم "إذا سمحت الموارد والعقبات القانونية". حتى إنها تستضيف البنك وصندوق النقد الدوليين على الرغم من أنهما يعملان بشكل مستقل.
لكل هذه الأسباب، فإن تجدد التعددية العالمية دون الأمم المتحدة لا يمكن حتى تصوره. ينبغي أن تكون أزمة فيروس كورونا المستجد والتحذيرات المتزايدة من الأزمات المقبلة كافية لإحداث لحظة جديدة للأمم المتحدة في النصف الأول من عام 2021.
يمكن لأنطونيو جوتيريس الأمين العام المساعدة من خلال تقديم تقرير يتضمن توصيات شاملة وجريئة وطموحة. الآن ليس الوقت المناسب لقبول القيود الموجودة. وينبغي أن يتضمن التقرير، على سبيل المثال، مقترحات خلاقة لإصلاح مجلس الأمن الذي عفا عليه الزمن، وظل لفترة طويلة غير متوافق مع العدالة والواقع العالمي. تتمثل إحدى الأفكار في إدخال تغييرات تدريجية مع التصويت المرجح و/أو بصيغة الأغلبية المزدوجة التي تمثل حجم السكان، إضافة إلى عدد الدول في المجموعة.
حتى لو تم اعتماد أجزاء فقط من التقرير المقبل، فإنه يمكن أن يؤسس رؤية مستقبلية للأممية الديمقراطية، فضلا عن مخطط للإصلاحات بمرور الوقت. يجب أن تشبه تلك الرؤية تلك التي أطلقت الأمم المتحدة عام 1945، وجسدت الانتصار على أيديولوجية الصراع الدائم. الانتصارات الأيديولوجية لا تكتمل أبدا. كما قال المؤرخ روبرت كاجان يمكن للغابة دائما أن تنمو مرة أخرى.
ستكون الرؤية الطموحة حقا دائما أكثر طموحا مما يمكن تحقيقه. ومع ذلك، قد يمثل عام 2021 بداية جديدة. حتى النجاح الجزئي من شأنه أن يساعد على بناء عالم تجري فيه المنافسة ضمن القواعد المتفق عليها، وحيث يتفوق التعاون على الصراع.
خاص بـ«الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت 2020.