مصر «التي في خواطرنا»
خفقت قلوب السعوديين قويا وسريعا مع النبض المصري في هذه الأيام، التي تلوح فيها مكائد كثيرة وكبيرة ضد العالم العربي، ونسأل الله لها الخذلان، ولبلادنا ولمصر "التي في خواطرنا جميعا " دوام العزة والاستقرار ودحر الأعداء.
في عام 2011 كتبت، "منذ وعينا على المدرسة الحكومية، والوجه المصري مألوف حميمي حاضر في المشهد الدراسي صباحا، وبعد عدة أعوام حاضر في المشهد الدرامي مساء، ويكاد يكون الوجه الوحيد غير السعودي الذي تراه في كل الأفلام، والمسلسلات، والأغاني".
اليوم ولعدة أيام مضت وستلي، لا نرى ونسمع في الأخبار تقريبا سوى عناوين مصرية قوية، ووقفة سعودية قوية ثابتة، وربما استعادة أو استذكار تواريخ ومواقف الشعبين، والدولتين، والجميع يلهث بالدعاء بالتمكين ودحر المؤامرات، ومواصلة مسيرتي البناء في الدولتين، اللتين ربما كانتا الأمل الاقتصادي والتنموي الأهم والأكبر في المنطقة.
العالم مليء بالوجوه المصرية، المسالمة الآتية من ثقافة عريقة، وتاريخ مديد، وجوه مصرية على الشاشات، وجوه أخرى في الشارع، المكتب، المتاجر، الورش، المدارس، سيارات الأجرة، ومراكز الأبحاث العلمية حول العالم، فلماذا التآمر على دولة هي صاحبة فسيفساء إنسانية في عقول متنوعة القوة، ووجوه متعددة الأشكال يجمعها النيل وتلك "القاهرة".
في هذه الأيام أطياف وأفكار تموج في بعض، ومعها أنت تموج بين القلق على الأشقاء، والقلق على المنطقة، وعلى تربص من يتربص بمصر، وهو أيضا يتربص بنا، وبالسلام والاستقرار لكل عالمنا ومنطقتنا التي تعاني، ويحارب كل جهد سعودي - مصري لوقف ما تعانيه.
مهما تنقل الوعي العربي بين أهواء كثيرة لا بد له من العودة إلى ما يصح، إلى الصحيح وهو أن ما يحدث في العالم أجمع، والعالم العربي تحديدا يؤكد أن مصر والسعودية صمام أمان لهذه المنطقة، وهذه المنطقة صمام أمان لمعظم أجزاء العالم.
ليست الخشية فقط على مصر القوية، أو السعودية الأبية، الخشية هي على الزمن الذي يستطيل ويضيع على المواطن في المناطق العربية المنكوبة والمخربة من الصراعات وهو ينتظر أحلامه الإنسانية، وحياته التي أضاعتها الميليشيات والأحزاب المخربة في بلاده. مستقبله الذي يحيك له "الفرس والترك والعجم" أقذر السيناريوهات. مستقبله الذي أضحت فيه أرقامه هي الأرقام التي يزيدها على عدد الضحايا والمهجرين واللاجئين الذين احتفل "غير اللاجئين" بيومهم العالمي المزعوم قبل أيام.
حفظ الله بلادنا وقادتنا، وحفظ الإنسان في كل مكان.