default Author

عودة الفراشات

|
تشكل الحشرات حلقة من حلقات الحياة التكاملية الطبيعية التي ينادي كثيرون بعودتها، ومن هنا برزت المنتجات العضوية واتجاه الناس في غذائهم لكل ما يعتمد على الزراعة الطبيعية البعيدة عن المواد الكيماوية الضارة، رغم ارتفاع سعر منتجاتها مقارنة بالمنتجات أو المحاصيل التي زرعت بالطرق الحديثة.
قام باحثون من جامعة واشنطن بالتعاون مع أنظمة إدارة الآفات المستدامة، بدراسة إمكانية الاستعاضة عن المبيدات الحشرية بحشرات مفيدة تساعد على القضاء على الحشرات الضارة، وذلك بالعمل على تحسين المواطن البيئية الطبيعية، لجذب الحشرات التي تم فقدان كثير منها والقضاء على عديد من أنواعها، بسبب المبيدات الحشرية وتخريب بيئتها الطبيعية من أجل الزراعة.
لقد قاموا بزراعة شجيرات الميرمية حول كروم العنب بحيث تعمل هذه الشجيرات على جذب الحشرات المفيدة، مثل الدبابير الطفيلية التي تتغذى على الحشرات الدقيقة الضارة التي تفسد كروم العنب، وأثناء ذلك حدثت المفاجأة وهي عودة الفراشات وزيادة غير متوقعة في أعدادها رغم أنها ليست المستهدفة.
يقول أحد الأساتذة المشاركين في الدراسة، إن عملية الحفاظ على الفراشات وبقاء أنواعها أمر في غاية الصعوبة بسبب إزالة مساكنها الطبيعية، لذا تعد هذه الطريقة ردا جميلا للفراشات ودليلا على أنه يمكن للقطاع الزراعي أن ينمو جنبا إلى جنب مع البيئة الطبيعية ويساعد على حمايتها والحفاظ عليها.
لقد تسببت خسارة المواطن الطبيعية في نقصان عدد الفراشات، حيث تقلص عددها إلى 50 نوعا فقط في واشنطن، ونشرت مجلة "حفظ الحشرات" أن كروم العنب التي توجد بالقرب من المواطن الطبيعية، تمتلك أضعافا من أنواع الفراشات وأعدادا أكثر بأربع مرات من كروم العنب العادية، وسجل الباحثون وجود 29 نوعا من الفراشات في كروم العنب المحسنة مقابل تسعة أنواع في الكروم التقليدية.
وعلى الرغم من أن زيادة أعداد الفراشات ليست لها فائدة مباشرة على كروم العنب أو المزروعات، حيث إن الفراشات لا تأكل أي آفات، لكنها تعيش سواء كيرقات أو حشرات بالغة على النباتات المحلية، وتمنح في الوقت نفسه الشكل الجمالي الأخاذ الذي يعشقه كثير من البشر، فضلا عن دورها في التلقيح وبذلك تؤدي دورا مهما في النظام الإيكولوجي الصحي أحد فروع علم الأحياء الذي يهتم بدراسة علاقة الكائنات الحية مع بعضها بعضا ومع بيئتها.
إنها تمنح الراحة والجمال للزوار وتدلل على أن تلك المزارع بعيدة عن استخدام المبيدات، لذا ينظم الملاك رحلات سياحية من باب الدعاية والتسويق لمنتجاتهم.
إنشرها