Author

شكر وتحذير للمصلين

|
رغم بعض المظاهر المقلقة في الفضاء العام مثل الإهمال في التباعد أو الاحتراز أو وسائل الوقاية، إلا أن المصلين في المساجد سجلوا انضباطية عالية لاحظها الجميع وطبق الأغلبية التعليمات بدقة، وكان القائمون على المساجد فعالين وصارمين، فشكرا للأئمة والمؤذنين وبالطبع للمصلين الذين يرومون الأجر والثواب.
روحيا ونفسيا تعد العودة إلى المساجد من أهم التطورات الإيجابية في ملف هذه الأزمة الصحية العالمية، لكنها أيضا ذات أخطار عالية لا تخفى على الجميع لطبيعة التجمع وتكراره المستمر الذي لا يتوقف، ونسأل الله دوما ألا يتوقف.
في شأن المساجد والصلاة انتشرت إعلانات لسجادة صلاة مصنوعة من البلاستيك، لتستخدم مرة واحدة مثل سفر الطعام، وهذه الأخيرة.. أكرر إنها إحدى الممارسات الخاطئة في حياتنا اليومية التي استمرت فترة طويلة.
ربما اعتقد البعض أنها فرصة يستغلها لترويج سلعة جديدة على حساب صحة الناس والبيئة، وأيضا - في رأيي - تشويه فضاء المسجد الذي يعد رمزا مهما من رموز الصورة الذهنية للمجتمع المسلم.
لو أن كل مصل من ملايين المصلين استخدم هذه القطعة خمس مرات في اليوم سيكون لدينا عدد ضخم وكارثي منها، وستمتلئ الشوارع بها وتتطاير في الهواء ولن تحتويها سلال النفايات في المساجد، أما الأثر في البيئة فلك أن تتخيل الأثر بعد تجمع الكميات الهائلة، وما أكياس المشتريات اليومية عنا ببعيد.
هناك أيضا نقطة وظيفية في هذا المنتج، وهي أن وضع قطعة بلاستيك خفيفة على سجاد المسجد للصلاة لن يكون عمليا، لأنها ستنزلق ويصدر عن ملامستها صوت نعرفه جميعا، فضلا عن أن ملامسة الجبين واليدين لها، ستكون محفوفة بمحاذير صحية، خاصة أننا لا نعرف نوعية المواد الداخلة في تصنيعها.
لا أرى حاجة إلى السجادة البلاستيك مادام كل فرد يستطيع أن يحتفظ بسجادة عادية نظيفة خاصة به، ويصلي بها كل فرض ويحافظ على ماله وعلى البيئة العامة من التلوث، ويقوم دوريا بتنظيفها وتعقيمها.
أشك أن الناس ستقبل عليها، لكن وجب إبداء الرأي حولها، لأننا سنشهد تجارا كثيرين لسلع كثيرة يحاولون استغلال ما يسمونه الفرص التي أظهرتها الأزمة، كما أن هناك فرصا أو أفكارا لا ضرر منها، سنرى أفكارا ومنتجات تضر بالإنسان أو ماله أو بيئته.
أتمنى على وزارة الشؤون الإسلامية توعية القائمين على المساجد وتوعية المصلين بضرر هذه "السلعة" الاستغلالية، التي أخشى دخولها إلى المساجد من باب "التبرعات".
حمى الله الجميع وتقبل منهم.
إنشرها