Author

التعايش مع كورونا

|
يقول دان براون "العدو الأكثر خطورة هو الذي لا يخشاه أحد".
حين بدأ فيروس كورونا غزو العالم قبل عدة أشهر أصيب الناس بالخوف ودب الرعب في قلوبهم، ولم يكن عدد المصابين به أو ضحاياه الذين يرحلون بعد معاناة أليمة، هما السبب الوحيد في القلق المسيطر على الحكومات ومنظمة الصحة العالمية، بل كان القلق يكمن في أنه فيروس جديد لا يعرف عنه أي شيء ولا يتوافر له لقاح، ما جعل ظهوره أمرا مباغتا للعالم بأسره وهذا ما جعل كثيرا من الدول حتى المتقدمة منها، تتأخر في تقدير مدى خطورته، ما رفع من أعداد ضحاياه لهذا العدد المخيف.
قرار الإجراءات الاحترازية والحجر المنزلي التي تم اتخاذه على مستوى العالم لم يكن قرارا سهلا، خصوصا أن ضريبته قد تؤدي إلى كساد اقتصادي ربما يكون أشد فتكا من الفيروس نفسه. حين بدأت ملامح الصورة تتضح من جميع جوانبها، أدركت الحكومات أن أمر التعايش مع فيروس كورونا شر لا بد منه. التضحية بالعامل الاقتصادي وتعطيل عجلة الإنتاج على مستوى العالم سيعودان بعواقب وخيمة على الجميع، ولذلك كان قرار تخفيف الإجراءات الاحترازية والعودة إلى الحياة الطبيعية بشكل تدريجي هو القرار العالمي الصائب، خصوصا بعد مرور كل هذا الوقت وتسابق معاهد البحوث العلمية والخبراء على تفكيك لغز فيروس كورونا ومحاولة إيجاد لقاح نافع ومعرفة طرق التعايش معه. إن الوعي الذي تمت برمجة العقل البشري عليه منذ بدأت هذه الأزمة، يجب أن يؤتي ثماره الآن بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية، فالعودة إلى الحياة الطبيعية لا يعني أن فيروس كورونا قد انتهى، بل يعني أن الكرة كما يقولون قد أصبحت في مرمانا كشعب واع عليه أن يقدر خطورة العدو الذي يجب أن يخشاه. كورونا سيظل عدوا متربصا يتحين أقرب فرصة ينفذ منها إلى أجسادنا وأجساد أحبتنا. "الطايرين بالعجة" الذين سيندفعون للأسواق دون حاجة ويخرجون من مطعم لآخر بلا هدف ويتسابقون للزيارات العائلية والمناسبات الاجتماعية و"يخمخمون" بعضهم بعضا في كل لقاء ويضربون بالتباعد المكاني عرض الحائط، سيكونون أشد خطرا على المحيطين بهم أكثر من الفيروس نفسه.
وخزة
حين تكتشف نقاط ضعف عدوك فستتمكن من الانتصار عليه، لذلك سنستطيع بإذن الله تعالى القضاء على كورونا بالوعي واتباع الاحتياطات اللازمة والكمامات وتطهير اليدين و"بالركادة".

اخر مقالات الكاتب

إنشرها