الدرعية أيقونة التاريخ السعودي

منذ 2016 عند الإطلاق الأول لمشروع السعودية الشامل رؤية السعودية 2030 بقيادة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان وبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، سلطت الأضواء مباشرة على كل ما تعلنه البلاد واستمرت المتابعة الإعلامية والمجتمعية لكل برنامج أو مبادرة تركز عليها خطة السعودية الإستراتيجية في توسيع قاعدتها الاقتصادية بما في ذلك تعزيز معدلات الطلب على المنتجات والخدمات المحلية، بقيت السعودية في عين المحب وعين المراقب طيلة هذه السنوات حتى ظهرت نتائج ما بدأته القيادة عند اطلاق الرؤية 2016.
يمثل قطاع السياحة في السعودية أحد العناصر المهمة في الرؤية الذي يستهدف تعزيز أعداد الزائرين للسعودية ليصل إلى المستهدف الجديد والذي وضعه سمو ولي العهد كمستهدف محدث عند 150 مليون سائح في السعودية بحلول 2030، ذلك بعد أن سبقت السعودية الزمن محققة مستهدفاتها السياحية في وقت مبكر.
السياحة بذاتها واجهة تحديات كثيرة وكذلك إشارات أكثر المتابعين للشأن السياحي والاقتصادي في العالم على وجه العموم، لفقر المعرفة بما تحتويه السعودية من كنوز طبيعية متنوعة ومواقع أثرية متعددة سجل منها 8 حتى نهاية 2024 فافتقر تقييم المتابعين لشمولية التصور للاهتمام السياحي، يجوب العالم سنويا ما يزيد على 1.4 مليار مسافر تنقسم اهتماماتهم ودوافعهم نحو السفر إلا أن 40% من هؤلاء السائحين على سبيل المثال لا يهتمون لوجود الكحول ومنصات القمار لأجل أن يحددوا وجهتهم للسفر في حين أن خططهم تستهدف الطبيعة التراث والحضارة.
يمثل المسافرين عالميا لأجل الآثار والحضارة نسبة تراوح بين 25% و30% من أعداد المسافرين. إن هذا الاختلاف بين المتصور والواقع يشرح أحد أسباب تحقيق السعودية نجاحات متزايدة في أعداد الزائرين.
كانت الدرعية أحد المحطات الأولى للمواقع السعودية المسجلة في اليونسكو حيث سجل حي الطريف ضمن القائمة في يوليو 2010 وبالمعرف رقم 1329 وبقي من حينها ضمن قائمة المواقع المسجلة حتى بدأ استثمار هذا الإرث التاريخي حقيقة والعاصمة الأولى للدول السعودية ووصولا إلى ضم الدرعية ضمن المشاريع الكبرى الـ5 التي يديرها صندوق الاستثمارات العامة ومنذ افتتاح حي الطريف في الدرعية تمكنت الدرعية من استقبال الحي ملايين الزوار لأولى لبنات التاريخ الذي قدمه الحي بحس جديد وعمق تاريخي.
تستقطب هذه الفئة من المواقع التاريخية الحضارية اهتماما من الزائرين عالميا وإلى جانب وزنها التاريخي للدولة السعودية أعطى هذا الجانب أهمية أوسع لتعزيز دور الدرعية في القاعدة الاقتصادية لتكون موقع جذب وعامل بناء اقتصادي من المنظور التطويري، السياحي والاجتماعي كذلك.
تستطيع الأمم اللحاق بالحاضر وبناء المستقبل إلا أن امتزاجها بعمق تاريخي لقرون يضيف للحداثة رونقا من البناء لتكون الصورة الحديثة لحضارة طويلة.

الرئيس التنفيذي للاستثمار BLME

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي