Author

أوقات وقرارات صعبة

|
القرارات الصعبة لا بد منها في الأوقات الصعبة، هذه مسلمة بدهية، وهذا ما يحدث في معظم دول العالم، التي تعرضت لأزمة عميقة من جراء هذه الجائحة، سواء اتفقنا على مستويات الهلع والإغلاق المتفاوتة، أو اختلفنا، فالمحصلة أن الجميع في ضائقة.
إلغاء بدل غلاء المعيشة متوقع، وطالما بقيت الرواتب والأجور الأساسية دون مساس، فهذا وضع يمكن تحمله عبر تغيير نمط المعيشة، أما زيادة ضريبة القيمة المضافة من 5 إلى 15 في المائة، فإن خريطة الاستهلاك ستتغير نحو الضروريات، وسيزداد مستوى إيرادات الدولة.
ومن الطبيعي أن يرافق كل أزمة اقتصادية عدد من القرارات والإجراءات تبعا لحجمها ومستوى حدتها، ورغم ضخامة التداعيات التي خلفتها جائحة كورونا إلا أن السعودية اختارت أخفها ضررا على مواطنيها. العالم كله يعيش في أزمة اقتصادية، وكون السعودية جزء من العالم، فمن الطبيعي أن تتخذ عددا من الخطوات والإجراءات التي تعينها على مواجهتها والتعامل معها للحفاظ على تماسك الاقتصاد في ظل الظروف الحالية وانخفاض أسعارالبترول في السوق العالمية.
شخصيا، أعجبني جدا قرار تشكيل لجنة وزارية لدراسة المزايا المالية لمن لا يخضعون لنظام الخدمة المدنية، الذي من شأنه أن يخفف من الإنفاق على الهيئات والمؤسسات والبرامج الحكومية، فنحن نعرف أن بعض الجهات "أفرطت" في التعيينات والأجور والمزايا لمستشارين وموظفين إضافيين بعضهم ثبت ألا علاقة لهم بتحقيق الرؤية السعودية.
هذه النقطة مهمة في طمأنة الموظفين أن الجميع سواسية في هذه الأزمة، وأن الحكومة لن تفرق بين منسوبيها في تحمل التبعات، وأنها ستشدد على هذه الأجور والتعيينات التي أرهقت كثيرا من الميزانيات.
الأيام صعبة، والعالم كله يعرف ذلك، بل يرى ذلك عيانا ويعيشه، وفي تقديري أن الخطوات "المؤلمة" القادمة يجب أن تتناول المقيمين أيضا بشكل أكثر، فنحن اليوم أمام مفترقات طرق اقتصادية كثيرة، وعلى كفلاء بعض الأجانب والمتسترين عليهم الاستعداد لقض عروشهم الواهية التي نخرت كثيرا في اقتصادنا وفرص عمل أبنائنا، الفرص التي ربما هي اليوم طوق نجاة لكثير من الأسر، وأيضا هي من عوامل تقوية الاقتصاد المحلي في هذه الفترة الحرجة.
الدولة السعودية على مدار تاريخها، مرت بمنعطفات اقتصادية بالغة الدقة، ومع ذلك لم تتأخر يوما عن الوفاء بالتزاماتها المادية تجاه مواطنيها الذين كان لهم كذلك دور مسؤول في الأوقات التي تستدعي فيها وقفتهم إلى جانبها.
حفظ الله البلاد والعباد

إنشرها