Author

مهارة السعادة

|

عملت مع زميل مشرق دائما. مبتسم عادة. وصدمت عندما علمت بالمصادفة أنه مليء بالأوجاع ومأهول بالحزن.
لقد توفيت زوجته وابناه في حادث مروري. ولديه طفلة مريضة.
وعلى الرغم من أنني عملت معه أربعة أعوام، فإنني لم أره يشتكي من شيء. بل على العكس تماما. كان هو البلسم لكل جرح. يتسابق الزملاء باتجاهه ليحل مشكلاتهم ويعاونهم على تحدياتهم بصدره الرحب.
يخفي حزنه بمهارة كبيرة. لم أعلم عن هذا الظلام الدامس في أعماقه، إلا من خلال قريبه الذي صدمني بهذه المعلومات المنهكة.
فقد كنت أعتقد أنه يعيش حياة مثالية وردية لا تشوبها شائبة. أيقنت عندما اكتشفت ظروفه أن أكثرنا قوة هم أكثرنا ألما.
التحديات جعلتهم أكثر متانة وصمودا. فأصبحت دائما أكرر المقولة الشهيرة: "شكرا للذين يسمعون شكوى الناس ولم يجدوا من يسمعهم. المتصدعون من الداخل المتماسكون أمامنا".
فهؤلاء يمنحوننا بعدا آخر، ودرسا مزمنا بأن السعادة لا تأتيك بل أنت من يأتي بها.
إن الفذ ليس من يعيش حياة بلا منغصات، وإنما من يتجاوزها ويتعاطى معها بذكاء وشجاعة.
لو حققت كثيرا ستجد كثيرين ممن يحاولون أن يحبطوك ويقللون من جهودك ومجهودك. فمهما تمشي مستقيما سترتطم بمن يهجو ظلك المائل.
ولكن؛ عليك أن تواصل المسيرة والعطاء مهما تكالبت عليك الظروف والأشخاص.
البقاء للأفذاذ الذين تزيدهم الضغوط والعوائق تماسكا وطموحا.
تجربة المرء لا تقاس بعدد الأعوام، وإنما بحجم التحديات التي اعترضته وتجاوزها.
حافظ على ابتسامتك مهما اعترتك الهموم، فهي سبيلك الوحيد للنجاة.
وتذكر يا صديقي أن السعادة من داخلنا تولد ولا تستورد.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها