الزواج في زمن كورونا
يقول جبران خليل جبران، "الحب لا يمكن شراؤه إلا بالحب".
قبل يومين حين تفقدت بريدي الإلكتروني وجدت رسالة في غاية الجمال.
تقول صاحبة الرسالة أحببته منذ كنت في الـ13 من عمري. كان صديق أخي ووقعت عيناي عليه بالصدفة، ولم أكن بعد قد ارتديت نقابي. شعرت بصاعقة كهربائية تضرب أوتار قلبي ولم أكن أدرك لحظتها أنه الحب. كان في الـ21 من عمره يدرس في كلية الطب، ويبدو أن تلك الصاعقة الكهربائية قد مست أوتار قلبه في اللحظة نفسها. بعد عامين تقدم إلى خطبتي على أن يكون الزواج بعد تخرجي من الثانوية. وافق أهلي بعد إلحاح من أخي. مرت الأعوام وكانت أقصى أمانينا بيتا صغيرا يجمعنا، ولو كان كوخا خشبيا مهترئا في غابة مظلمة. بعد حصولي على الثانوية جاء لأهلي للاتفاق معهم على موعد الزواج. حاول أهلي "تطفيشه"، لكني دافعت عن اختياري فلم أتخيل في يوم ما أن أكون لغيره، وأمام إصراري وإلحاح أخي وافقوا على "الملكة" على أن يكون الزواج بعد عامين. مرت المدة المتفق عليها والسيناريو نفسه تكرر من جديد، كان عذرهم هذه المرة أنهم ينتظرون عودة شقيقي المبتعث، لم يكن أمامنا سوى الرضوخ. مر العام الثالث، فأصرت والدتي أن أحصل على البكالوريوس وتم تأجيل الزفاف لعام آخر، كل ذلك يحدث وزوجي يتحمل من أجل بذرة الحب العذري التي سقيناها الوفاء والإخلاص أعواما طويلة. حين تخرجت من الجامعة قبل ثلاثة أعوام أصر أهلي أن يكون الزفاف نهاية العام، وكل عام كان يتم تأجيل الزفاف دون أي عذر، ولأنه يحبني بصدق وافق على "مرمطتهم " له هذا العام أقسم أخي أن يتمم زواجنا فضاعفوا المهر وتفاصيل حفل الزواج حتى "طقت" فوق الـ200 ألف ريال، ورغم ذلك وافق زوجي على جميع طلباتهم التي تهتم بالمظاهر رغم علمهم أنها ستكون ديونا مرهقة تثقل كاهلينا كزوجين جديدين في الحياة، وجاءت كورونا وقلبت كثيرا من الأمور والقرارات والمصائر فقالوا، "إلى أن تنتهي كورونا"، وقف أخي بجانبي ورفض بشدة أن تظل هذه المسرحية الهزلية مستمرة وتكون نهايتها رهنا بفيروس لا أحد يعلم متى ينتهي. الأسبوع الماضي تم زفافي بحفل بسيط لم يوجد فيه سوى زوجي ووالديه فقط، وأنا أكتب لك هذه الرسالة من منزلي الجميل وقد تحقق أجمل حلم في حياتي!
مجرد سؤال.. معقول فيه أهل كذا��؟