default Author

الهجرة الجماعية من أوروبا الشرقية «2 من 2»

|
تحتاج المنطقة الأوروبية إلى اتخاذ خطوات سريعة. فيتعين إدخال مزيد من النساء في القوى العاملة، وإقناع العمال المسنين بمواصلة العمل والتدريب حتى يتمكنوا من القيام بذلك. وتحتاج دول أوروبا الوسطى والشرقية والجنوبية الشرقية، إلى إقناع الناس بعدم مغادرة البلد. ويستلزم ذلك تعزيز المؤسسات وتحسين البيئة الاقتصادية الكلية ومناخ الاستثمار.
وتقول الصحافية ماريا توبالوفا؛ والدة كريس "إن العالم مكان تنافسي للغاية"، "وإن كانت دول مثل بلغاريا ترغب في الحفاظ على الشباب المجتهد والذكي، فعليها أن تقدم أشياء في المقابل".
وعلى الصعيد العالمي، فإن 54 في المائة من الشركات تقول إنها تعاني من أجل إيجاد الأشخاص المؤهلين لملء الوظائف الشاغرة، وهو أعلى معدل مسجل خلال عقد من الزمن، وفقا للمسح الذي أجرته شركة Manpower Group بشأن نقص المواهب لعام 2019. وفي مقر شركة داتشيا في بوخارست، وهي السيارة الأيقونية التي أنتجت خلال فترة الشيوعية وتمتلكها الآن مجموعة رينو، يحصل الموظفون على جلسات تدليك ويستخدمون صالات الألعاب الرياضية ويمكنهم العمل عن بعد لمدة يومين في الأسبوع كجزء من حملة الشركة لجذب الأشخاص المؤهلين، حسبما جاء على لسان كريستوف دريدي؛ المدير التنفيذي. وقال دريدي في أحد المؤتمرات التي عقدت خلال العام الماضي "نحن في حاجة إلى تقديم تلك المزايا لإقناعهم بالبقاء معنا".
وبخلاف ذلك، ستحتاج الدول إلى النظر إلى مسألة الهجرة الداخلية. فقد استعان عملاق الوجبات السريعة ماكدونالدز بـ30 عاملا من سريلانكا لسد نقص العمالة في ثلاثة من محاله في بوخارست، كجزء من مشروع تجريبي ممتد لعامين. وتقدم الشركة خدمات إلى 230 ألف شخص في اليوم من خلال 84 مطعما في رومانيا. وافتتحت الشركة أربعة منافذ بيع جديدة عام 2019 وتعتزم فتح ثمانية منافذ أخرى هذا العام.
وقيل كثيرا عن الأتمتة. فمن حيث المبدأ، يمكن أن تحرر العمال لأداء أنشطة ذات قيمة أكبر، مثل قضاء وقت أطول في التعليم بدلا من أداء العمل الإداري. لكنها يمكن أن تؤدي أيضا إلى استبعاد العمال ذوي المستويات المنخفضة من المهارات. والمفتاح في نهاية المطاف، هو التعليم - وليس قبل بلوغ سن الرشد فقط - لكن طوال الحياة العملية.
وفي بلغاريا، اعتبرت منظمة Rails Girls Sofia، مثالا لكيفية بناء مجموعات المهارات للمستقبل. فقد قامت المنظمة بتدريب نحو ألف امرأة على برمجة الإنترنت منذ عام 2013. وتوافق ماريا توبالوفا؛ على أن بلغاريا تغيرت كثيرا عن البلد الذي غادرته حين كان على وشك الانهيار الاقتصادي، في ظل مؤسسات غير مستقرة، وهو ما دفعها إلى اتخاذ قرار مغادرة البلاد. وهناك تحسن في مؤسسات بلغاريا الآن، وهو أمر تشير بحوث الصندوق إلى أنه يمكن أن يجذب المهاجرين المهرة مرة أخرى إلى البلد ويوقف هجرة العقول. غير أنه يتعين القيام بمزيد لإقناع جيل جديد بعدم الرحيل.
وتقول أصبحت بلغاريا الآن عضوا في الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي، ولديه اقتصاد مستقر، ومؤشرات الاقتصاد الكلي الخاصة به ممتازة، وإذا كنت تريد الطيران في الفضاء أو إيجاد علاج للسرطان، فعليك أن تنتقل إلى دول وجدت بالفعل طرقا لتمويل هذه البحوث.
إنشرها