وداعا كورونا
في عام 1918 اجتاحت العالم إنفلونزا مدمرة أطلق عليها مسمى الجائحة الإسبانية، وهي نوع خبيث ومدمر من فيروس الإنفلونزا (أ)، الذي كان سريع العدوى حيث تقدر الإحصائيات أن نحو 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى، وتوفي منهم أكثر من 50 مليون شخص، بسبب الإصابة بالمرض أي ما يتجاوز ضحايا الحرب العالمية الأولى.
وكان معظم ضحاياه من الشباب اليافعين الأصحاء بعكس ما يحصل عادة من أن يستهدف الوباء كبار السن والأطفال والأشخاص المرضى أو ضعيفي المناعة، وقد يستغرب البعض تسمية هذا الوباء بالجائحة الإسبانية، رغم أنها لم تكن مصدر انتشاره، لكن يعود سبب التسمية إلى انشغال وسائل الإعلام الإسبانية بموضوع الوباء، نتيجة لتحررها إعلاميا مقارنة بالدول المشاركة في الحرب العالمية الأولى، لأن إسبانيا لم تكن جزءا من الحرب ولذلك لم يتم تطبيق المراقبة على الإعلام الإسباني.
في عام 1330 قتل الطاعون الأسود ملايين الأشخاص خلال أعوامه التي امتدت فيما بعد.
وفي عام 1817 بدأت جائحة الكوليرا الظهور لأول مرة في العالم وبدأت حصد أرواح الآلاف وخلال الفترات الزمنية المتلاحقة كانت الكوليرا قد خلفت وراءها ملايين الضحايا حول العالم.
وخلال عصور متتالية من الزمان توالت عدة جائحات مدمرة على البشرية خلفت وراءها ملايين القتلى قبل أن يتوصل العلم إلى لقاح مانع لها، فهناك فيروس سارس ونقص المناعة المكتسبة والملاريا وإنفلونزا الخنازير والطيور...!
ما يحدث حاليا في عصرنا هذا حول فيروس كورونا "كوفيد - 19" سيسجله التاريخ إحدى الجائحات المؤلمة التي خلفت وراءها آلاف الضحايا قبل أن يكتشف العلم علاجا لها، ومثلما كان لكل جائحة نهاية فستنتهي جائحة كورونا - بإذن الله تعالى -.
لكن الأمر المبشر عن هذا الفيروس أننا كبشر من بعد - الله تعالى - نحن من يتحكم في انتشاره أو القضاء عليه ، فرغم قسوة التباعد الاجتماعي واعتزال الآخرين إلا أنه الحل النافع للحد من انتشاره. الحجر المنزلي ليس عقابا وسجنا يكتم الأنفاس لكنه قارب النجاة لك ولأسرتك - بإذن الله - حتى تصل وإياهم إلى شاطئ الأمان دون أن تخسر أحدا منهم. الدولة فعلت أكثر من المطلوب منها من توعية وإجراءات احترازية وتأمين معيشي، ويبقى دورك كمواطن ورب أسرة في حماية أسرتك وأحبائك وأعتقد أنك "قدها وقدود"!
وخزة
فيروس كورونا "أزمة وتعدي" وقريبا سيقول العالم وداعا كورونا بس "اقضب أرضك"!