Author

استحضار المصالح العامة

|

  أعتب على البعض، بسبب تجاوزهم أحيانا المصلحة العامة، والسعي إلى نشر تسريبات وإشاعات دون الرجوع للجهات المعنية والتأكد منها. كما أستغرب من سلوكيات أولئك الذين يتباهون بخرق المنع من التجول، أو يتباهون بمخالفة منع طلب الخدمات التي تؤدي إلى نقل العدوى مثل استقبال حلاقين في المنازل.

هناك أمر آخر مهم جدا، في هذه الظروف العالمية، قد يقع نظر البعض على سيناريوهات استباقية تضعها الجهات العامة والخاصة احتياطيا، وقد لا يتم الأخذ بها، ومع ذلك يندفع إلى تسريبها، معتقدا أنه يحقق سبقا إعلاميا، بينما مثل هذا التسريب يدخل تحت باب خيانة الأمانة، وقد يتسبب في نشر الذعر والقلق، وهذا أمر يجعل من يمارسه عرضة للمساءلة وتطبيق الأنظمة التي تتعلق بهذه التجاوزات.
بالأمس أعلنت وزارة الداخلية في المملكة منع التجول في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة على مدى 24 ساعة يوميا، حتى إشعار آخر. هناك من بادر منذ بضعة أيام بنشر أخبار مغلوطة ومبالغ فيها فيما يخص المنع لمدة 24 ساعة.
بديهي أن أي تسريبات تتعلق بالوضع العام في المملكة، خاصة الإجراءات التي تأخذ بها وزارة الداخلية، بناء على ما تقتضيه المصلحة الصحية، لا يمكن الركون فيها إلى مصدر غير موثوق. إذ ليس من العقل ولا المنطق أن يكون هذا الشخص مطلعا على القرارات قبل أن تفصح عنها الجهات المسؤولة.
وزارة الداخلية في بيانها أمس، "دعت الجميع لاستشعار مسؤولياتهم الفردية والالتزام بالتوجيهات، والتقيد بإجراءات العزل تحقيقا للمصلحة العامة". هذا المطلب تؤكده وزارة الصحة دوما من خلال الإيجاز الصحافي اليومي.
التباعد الاجتماعي وملازمة المنزل، والسعي قدر المستطاع إلى الحصول على الخدمات إلكترونيا، أمور أوصت بها الجهات الرسمية بهدف تطويق الوباء وتقليص الإصابات به. وبالتالي فإن مسؤولية كل مواطن ومقيم في المملكة أن يكون شريكا وداعما للجهود الرسمية التي تستهدف حماية الجميع. حفظ الله الجميع.           

إنشرها