Author

العمل من البيت

|

 لا أختلف مع من يشكو من ملازمة البيت، هذا شعور يتشارك فيه الجميع عالميا.

هذا التباعد الاجتماعي، والارتهان للجلوس في المنزل، إيقاعه محسوس على الصغار والكبار، بل إن الضغط المتزايد على التواصل عن بعد، أفضى إلى شكاوى عالمية تتعلق ببطء الإنترنت.
لقد أعطت ملازمة المنزل مؤشرات، بعضها طريف.
وبعضها زاد من حميمية التواصل الأسري بين الأبناء والبنات والآباء والأمهات.
في بعض الحالات سابقا وبسبب ظروف العمل للأبوين، وظروف الدراسة للأبناء والبنات، كانت فترات التلاقي مع كامل أفراد الأسرة أقل.
فترة منع التجول، وإقرار العمل عن بعد لمعظم الجهات الحكومية، وإغلاق المطاعم والكافيهات في أوقات منع التجول، أعادت إلى المطبخ المنزلي هيبته، خاصة بالنسبة للجيل الجديد الذي يعتمد على الأكل من خارج المنزل.
الحوارات والنقاشات الاجتماعية أصبحت أكثر تفاعلا، وعكست إحساسا طاغيا بروح المسؤولية، حتى لدى صغار السن، إذ زادت نسبة الوعي بالطرق السليمة لتفادي انتقال العدوى.
أستعرض هذه التفاصيل، لأنني أرى أن من المهم أن نتمسك بالإيجابية.
هناك أناس قد لا ينظرون إلى الأمور بهذه الطريقة. هؤلاء تتحول عندهم مسألة الجلوس في المنزل إلى ما يشبه الكابوس.
لكن الواقع يؤكد أن هذه الفترة يمكن استثمارها في تنمية مهارات عن بعد أو إنهاء أعمال مؤجلة. إضافة إلى إثراء التواصل مع الأقارب والأصدقاء عن طريق الهاتف أو بقية وسائل التواصل المتاحة.
من المؤكد، أن العالم، وهو يعيش هذا الظرف الإنساني القهري، يحتاج إلى التفاؤل والأمل.
إن ما يجعلنا نزهو بالفخر، أن بلادنا كانت في طليعة الدول التي تنبهت إلى أهمية الاستعداد لهذه الجائحة، وقد وضعت إجراءات أدت إلى الحد من تأثيراتها.
اليوم نحن جميعا نتشارك مع جهود الحكومة الرشيدة من خلال ملازمة منازلنا، نعمل عن بعد، ونتباعد اجتماعيا، ولكننا نتذكر دوما أن هذا التباعد المؤقت لا يعني الاستسلام للرسائل السلبية والشائعات البغيضة.           

إنشرها