Author

ستمضي

|

كشفت أزمة فيروس "كورونا" المستجد، عن عمل كبير تقوم به المملكة في مواجهة هذا "الفيروس" والتعامل معه، برز ذلك من خلال قرارات استباقية اتخذتها، وإجراءات احترازية حازمة وتدابير وقائية صارمة سبقت بها الجميع بأسابيع.

المملكة من خلال شعار "الإنسان أولا"، الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين، في خطابه، هو حجر الزاوية في هذه الحملة المبكرة والمستمرة حتى الآن؛ حماية صحة المواطن والمقيم وضمان سلامتهم. عندما نتأمل في أبعاد تلك القرارات نلاحظ عمق تأثيرها في الواقع، وامتداد أثرها في المديين القريب والبعيد، وهنا يجدر بنا أن نشير إلى ما ذكره الدكتور محمد عبدالعالي، متحدث وزارة الصحة في أحد مؤتمراته الصحافية، من أنه تم اكتشاف 100 حالة بين القادمين من الخارج، وتم تطبيق الحجر الصحي عليهم، ما أسهم في منع انتشار "الفيروس"، وانتقال العدوى إلى آلاف آخرين. هذا دليل ناصع على وجاهة تلك القرارات الاستباقية وسلامتها، وصحة المبادرة إلى اتخاذها في وقت مبكر.
ونحن نرى كيف أن دولا أخرى اكتشف فيها "الفيروس" في التوقيت نفسه الذي اكتشفته فيه المملكة، ولكن تلك الدول تراخت وتساهلت حتى تفشت فيها العدوى، وانتشر "الفيروس" وأصاب أعدادا كبيرة من سكانها.
اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات "كورونا" برئاسة وزير الصحة، وعضوية أكثر من 23 جهة حكومية، تقوم أيضا بعمل جماعي جبار يوميا وعلى مدار 24 ساعة، لمتابعة الموضوع وتطوير أدوات وأساليب المواجهة، لمحاصرة "الفيروس" والحد من العدوى، حتى يتم القضاء عليه بعون الله تعالى.
هذه اللجنة ترفع توصيات وتتخذ قرارات وتطور إجراءات، كان لها أثرها الفاعل، بدعم ومتابعة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، ولولا ذلك لما تم التفاعل مع تلك التوصيات بالسرعة والنجاح الحاصل الآن.
الكفاءة في إدارة الأزمة تتحقق عناصرها الأساسية بالقيادة والتمكين، والحرص الذي يتجسد في محاولات السيطرة على "الفيروس"، والتعامل معه وفق منهجية وقيادة.
على المستوى الإعلامي، كان صوت الأجهزة الحكومية مسموعا وواضحا عبر المنصات الرسمية، وبإشراف غرفة العمليات الإعلامية في وزارة الإعلام، التي يشارك فيها أكثر من 60 جهة حكومية تتقدمها وزارة الصحة، التي قامت بعمل كبير على الأصعدة كافة.
لقد كان لذلك كله أثره النوعي البالغ في التعامل مع الموضوع، ورفع الوعي بين المواطنين والمقيمين.
لقد بذلت كل القطاعات جهودا كبيرة، فاجتهدت ونسقت وتكاملت، وعملت في انسجام وتناغم، وهو ما انعكس على مستوى الأداء وفعاليته، وعكس مستوى الحكمة التي تدار بها الأمور، وأبرز روح المسؤولية لدى المسؤول والمواطن، وأثبت مصداقية الشعار المرفوع في هذه الأزمة "كلنا مسؤول".
وبإذن الله؛ ستمضي هذه الأيام وسنتجاوز الأزمة، وسنتذكر بكل فخر تلك الجهود والتضحيات.           

اخر مقالات الكاتب

إنشرها