في زمن «الكورونا»

 ما يمر به العالم حاليا أوقات صعبة تحتاج إلى مزيد من الصبر وسعة البال، خصوصا أن كثيرين لم يعتادوا في هذا العصر على المكوث في منازلهم فترات طويلة، ولأننا نحتاج إلى نفحات إيجابية في هذه الفترة في ظل الأخبار "اللي تضيق الصدر" وكثرة الإشاعات السوداوية، التي أصبحت تشكل هما أكبر من هم الوباء نفسه، فدعونا ننظر إلى الأمر من زاوية تفاؤلية، فبعد أن تنجلي عنا الغمة ويرفع الله تعالى بقدرته ورحمته هذا الوباء عن العالم فسيتذكر الناس بأنه في زمن "الكورونا":

-اجتمعت الأسرة مع بعضها بعضا وتشاركوا الأكل على سفرة واحدة وتعرف الوالدين على أبنائهم وبناتهم كما لم يعرفوهم مسبقا، فمعظم الحجج الواهية قد سقطت فلم تعد هناك حجة للانشغال بظروف عمل صعبة وارتباطات زملاء العمل وشلة الاستراحة، كما أن الأم لم تعد مشغولة بملاحقة أحلامها ومتابعة "حمقاوات السناب"، حتى الأبناء والبنات الشباب لم يجدوا من يخرج معهم "للكافيهات" والمولات، فالجميع ماكث في بيته، مثل هذه الظروف رغم قسوتها إلا أنها فرصة نادرة، لإعادة بناء علاقة الأسرة من جديد ومحاولة التقرب من بعضها بعضا والشعور بدفء "العيلة" ولمة أفرادها.
- في زمن "الكورونا" أصبح الناس يتصفحون ألبوم ذكرياتهم وتلك الصور القديمة التي تخبرهم كل واحدة منها بحكاية جميلة أو ذكرى مميزة، تلك الألبومات ودفاتر الذكريات وقصاصات الورق العتيقة التي نستها الأسرة في خضم لهثها في هذا العصر المليء بالضجيج.
- في زمن "الكورونا" توفر الوقت الكافي لكثير من الأمهات لتعليم بناتهن المهارات المنزلية فتمكن معا من إعادة ترتيب الدواليب المكتظة بالملابس، والأدراج التي تشكو من تزاحم الأشياء، والالتفات نحو الأمور التي يفتقدها المنزل، ولأن شر البلية ما يضحك فقد فوجئت كثير من الأمهات والآباء بإبداعات ومواهب أبنائهم وبناتهم سواء في الطبخ أو أعمال الديكور أو تنسيق الحديقة أو السباكة أو غيرها.
- في زمن "الكورونا" أدرك الأهل والأبناء أن الإحساس بالمتعة والفرح هو فن الجميع قادر على صناعته بعيدا عن الماديات.
- في زمن "الكورونا" ارتفعت مبيعات الكتاب بشكل لافت بعد أن ظن كثيرون أن عهده قد ولى!
وخزة
في زمن "الكورونا" سيذكر التاريخ مقولة شهيرة لإحدى حمقاوات السناب" أخيرا... وجدت الوقت الكافي لأعلم طفلي كيفية الوضوء والصلاة"!           

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي