مجموعة العشرين .. التقدم والمعوقات

تعمل المملكة من خلال الأمانة العامة لمجموعة العشرين G20 منذ مطلع هذا العام للإعداد لقمة المجموعة التي ستعقد يومي 21 - 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020. المكاسب من احتضان اجتماعات المجموعة كبيرة على المستويين الخارجي والداخلي. حتى تتحقق هذه المكاسب لا بد من متابعة أداء الاجتماعات لتعظيم الفائدة منها، خصوصا على المستوى الداخلي؛ لإحداث حراك بناء من أجل الإسهام في نقل الخبرات العالمية وتوطينها في مجالات اهتمام المجموعة حيث تمثل أهم اقتصادات العالم.
تسهم اجتماعات المجموعة في فتح المجال للنقاشات البناءة والمفتوحة فيما بين الدول حول القضايا المشتركة المتعلقة باستقرار الاقتصاد العالمي، وتعزيز الهيكل المالي العالمي، كما تفتح المجال أمام الحوار حول السياسات الداخلية للدول من أجل دعم النمو والتطور الاقتصادي للدول كافة.
تركزت اجتماعات المجموعة ومنهجية عملها على ثلاثة محاور تمثل: المحور المالي الذي يمثله وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لمناقشة القضايا المتعلقة بالسياسات المالية والنقدية. في حين يركز محور ممثلي الدول Sherpa الذي يمثله الوزراء وكبار المسؤولين على مناقشة قضايا الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، وتأتي مجموعات التواصل كمحور ثالث يمثل مؤسسات المجتمع المدني ويعمل من خلال ثمانية فرق عمل تمثل مجموعة الأعمال Business B20، ومجموعة الشباب Youth Y20، ومجموعة العمل Labour L20، ومجموعة الفكر Think T20، ومجموعة المجتمع المدني Civil C20، ومجموعة المرأة Women W20، ومجموعة العلوم Science S20، ومجموعة المجتمع الحضري Urban U20.
يمثل المحوران الأولان محاور رسمية تعقد من خلالها اجتماعات رسمية ترفع لاجتماعات القادة لإقرارها. في حين يهتم المحور الثالث بنقل ثقافة الدول وتقريب وجهات النظر وتوطين ثقافة الدول المتقدمة من أجل إيجاد تقارب بين تلك الدول وتحسين عمليات المشاركة وصنع القرار وإيجاد السياسات المتجددة التي تتماشى مع توجهات المجموعة.
أعتقد أن هذا المحور بالذات سيحقق مكاسب كبيرة للدولة المستضيفة من خلال تعزيز ثقافة متطورة تتناسب مع الحالة التنظيمية والاجتماعية لدول المجموعة، والمملكة تعيش فترة التحول من أجل تحقيق "رؤية المملكة 2030" التي تسير في توافق شامل من أجل تحديث الدولة والمجتمع لمواكبة الدول المتقدمة. والمملكة تملك المهارات والقدرات التي تؤهلها للاستفادة من هذه التجربة وتعزيز علاقتها بدول المجموعة من خلال نقل ثقافة المجتمع والتحديثات التي وصلنا إليها، وسيؤدي إلى إيجاد روابط صداقة وثيقة مع مجتمعات المجموعة ستختصر لنا مسارات طويلة في تعزيز الهوية الوطنية وتسويقها من خلال الشراكة مع الدول المتقدمة.