التحول إلى عالم واع بمخاطر المناخ «1من 2»
قبل عامين، اجتمع أكثر من 180 بلدا للتوقيع على اتفاق باريس التاريخي لمكافحة تغير المناخ. لقد كانت لحظة فارقة أعرب كثيرون عن أملهم أن تحول دون تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين، وتضع العالم على مسار أكثر استدامة.
إن ساعة المناخ تتواصل دقاتها. فقد ارتفعت درجات الحرارة العالمية بالفعل أكثر من درجة مئوية واحدة منذ حقبة ما قبل الثورة الصناعية. وأصبحت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الآن عند أعلى مستوى لها منذ 800 ألف عام. فبعد ثلاثة أعوام استقرت فيها مستويات الانبعاثات العالمية، عادت في الآونة الأخيرة لترتفع من جديد. وأودت أعاصير وفيضانات غير مسبوقة ترتبط بتغير المناخ بحياة كثير من البشر، ودمرت المجتمعات المحلية، ومرافق البنية الأساسية من منطقة البحر الكاريبي إلى جنوب المحيط الهادئ وإفريقيا وجنوب آسيا.
وقد تؤدي هذه الأحداث الجامحة مع نوبات الجفاف، وارتفاع مستوى سطح البحر، وغيرها من الآثار المتصلة بالمناخ إلى سقوط 100 مليون شخص آخرين في براثن الفقر المدقع بحلول عام 2030.
إن الوفاء بالتزامات اتفاق باريس المناخي سيتطلب استثمارات بسرعة وعلى نطاق غير مسبوق. وخلال الـ15 عاما المقبلة، سيحتاج العالم إلى بنية أساسية جديدة تتكلف نحو 90 تريليون دولار، أغلبها في الدول النامية ومتوسطة الدخل.
ومنذ تبني اتفاق باريس، ما فتأت دول العالم تعمل على تنمية اقتصاداتها وفي الوقت نفسه تخفض انبعاثاتها، لكن ليس بالسرعة الكافية. وتعتقد مجموعة البنك الدولي أن من خلال تمويل إضافي وتسارع وتيرة المساندة العالمية، سيكون بمقدور دول العالم تحقيق أهدافها لمكافحة تغير المناخ بحلول عام 2020.
وخلال العامين الماضيين ارتبط البنك الدولي بتقديم مليارات الدولارات لمساعدة البلدان على الوفاء بأهدافها المناخية، وسنزيد تمويلنا للأنشطة المناخية إلى 28 في المائة من محفظة مجموعة البنك الدولي بحلول عام 2020.
ويهدف برنامج جديد أطلقه البنك الدولي والأمم المتحدة هو الاستثمار من أجل المناخ "Invest 4 Climate" إلى تعبئة القطاع الخاص والمستثمرين الآخرين من أجل الفرص عالية التأثير في الدول النامية، كتطوير قدرات التخزين بالبطاريات على نطاق واسع، والسيارات الكهربائية، وأنظمة تكييف الهواء الموفرة للطاقة.
ويعمل البنك الدولي مع شركائه أيضا لمساندة مشاريع مبتكرة واعية بمخاطر المناخ، مثل إنشاء شبكة للنقل السريع في السنغال، والاستثمار في الطاقة الحرارية الأرضية في إندونيسيا، ومشروع الألواح الشمسية على الأسطح في الهند، ودعم الزراعة الواعية باعتبارات المناخ في غانا وإثيوبيا... يتبع.