نقص المراكز المتخصصة للأمراض1

يندر أن يمر علينا يوم دون أن نشاهد مناشدة إحدى الأسر علاج أحد أبنائها في الخارج، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبغض النظر عن وجود علاج متوافر في الداخل من عدمه، إلا أنه في كثير من الحالات يكون المرض قد تم تشخيصه في الداخل، ولكن لا يتوافر المركز المتخصص لعلاجه. الكثير من الأمراض يسهل تشخيصها من قبل الأطباء في المملكة، حيث إن لدينا الكوادر البشرية من الأطباء المتميزين، إضافة إلى دعم الدولة اللامحدود للمجال الطبي، ولكن في النهاية نفتقد المراكز المتخصصة في بعض الأمراض النادرة، مما يشتت الجهود ويعرقل تكون الخبرات التراكمية. هناك بعض الأمراض النادرة التي يتم إرسالها للخارج وذلك لندرتها الشديدة وهذا أمر مقبول، لكن أن يتم إرسال بعض المرضى لأمراض يمكن علاجها -أو العناية بها في حالة عدم وجود علاج لها في الطب- في الداخل، فهذا فيه هدر للموارد وتشتيت لخبرات الأطباء في هذا المرض.
من الأمثلة التي أشاهدها بحكم التخصص هي أمراض انحلال الجلد الفقاعي، حيث يعاني المرضى عدم وجود مركز متخصص رغم وجود الكثير من الحالات حول المملكة، التي تحتاج إلى عناية خاصة من ناحية علاج التقرحات والرعاية النفسية وغيرها من الجوانب المهمة في هذا المرض. يعاني هؤلاء المرضى من فقاعات تؤدي إلى حدوث تقرحات متكررة والتهابات قد تؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث أورام جلدية خطيرة قد تودي بحياتهم.
أقترح وجود مراكز متخصصة في المدن الرئيسة ضمن منظومة المستشفيات القائمة وذلك لتقليل الهدر وتشتت الجهود، كما أن وجودها ضمن مستشفيات قائمة يقلل من المصروفات مقارنة بإنشائها بشكل مستقل. ولو قسنا على هذا المرض في التخصصات المختلفة لوجدنا عديدا من الأمراض النادرة أو حتى الشائعة التي تفتقد وجود مركز متخصص لعلاجها على الرغم من وجود الخبرات المحلية الكافية، إضافة إلى الدعم الحكومي المتواصل للمشاريع الصحية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي