خطر الألقاب الوهمية

عندما تتصفح حسابات بعض الأطباء، تجد بعضها يعج بكثير من الألقاب والمسميات باللغتين العربية والإنجليزية، من شهادات ودورات وعضويات في الجمعيات العلمية. كل ما ذكرت يبدو طبيعيا إلى الآن، ولكن عندما تعلم عزيزي القارئ أن بعض هذه المسميات تحمل خلفها كثيرا من الوهم من عدة جوانب، فإن نظرتك لها ستتغير. لنبدأ بالشهادات والدورات، فعديد من هذه الشهادات إما أن تكون صحيحة ولكن لا قيمة لها، وإما أن تكون وهمية تماما، وهذا نادر الحدوث. فالطب يبدأ ببكالوريوس الطب والجراحة مرورا بالبورد وانتهاء بالزمالة التخصصية. لكل مرحلة من هذه المراحل عدة أعوام معينة وامتحانات تنتهي بالحصول عليها. لكن في الآونة الأخيرة، بدأت تظهر دورات بمسميات جذبت بعض الأطباء للحصول عليها، حيث توهم المتلقي بأنها مثيلة للشهادات المتعارف عليها في الطب، ومن الأمثلة على ذلك بعض الدورات التي تكون مدتها أسبوعا، ويتسلم الدارس على أثرها شهادة بمسمى بورد أو زمالة. وفي كثير من الأحيان تكون مذيلة بكلمة رنانة مثل: أمريكي أو أوروبي أو غيرهما لإضفاء مزيد من المصداقية. هذا بخصوص الشهادات والدورات، أما على جانب عضويات الجمعيات العلمية فحدث ولا حرج، فبعض الأطباء يذكر أنه عضو في الجمعية الأمريكية أو الأوروبية في تخصص معين، فيتوهم القارئ أنها لقب مهم ليس بوسع أي طبيب الحصول عليه، فيما أنها واقعيا عبارة عن عضوية برسوم محددة، يستطيع أي طبيب الحصول عليها بعد تعبئة النماذج ودفع الرسوم. خطورة هذه الألقاب هي أن كثيرا من المرضى قد تغره هذه المسميات، فيذهب لطبيب غير كفء لمجرد أنه يحمل مثل هذه المسميات، التي لا تغني ولا تسمن من جوع. كم أتمنى أن يفتخر كل طبيب بشهاداته الحقيقية مهما كانت قوتها، ويبتعد عن مثل هذه السلوكيات، التي تنقص من قدره كطبيب مؤتمن على أرواح البشر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي