Author

القطاع الخاص والشراكة الفعالة «2 من 2»

|


إن الحصول على خدمات النقل أمر حيوي لتحقيق التحول الاجتماعي والاقتصادي في إفريقيا. ونحو 450 مليون إفريقي أو أكثر من 70 في المائة من مجموع سكان المناطق الريفية يفتقرون إلى وسائل الترابط بسبب نقص البنية التحتية وشبكات النقل. ويقول ما بين 24 و58 في المائة من الشركات في المدن الرئيسة في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل، إن النقل عقبة شديدة تعوق أعمالهم. ومن شأن تحسين الربط في المدن وبين بلدان المنطقة وتعزيز الوصول إلى خدمات نقل آمنة ذات كفاءة وتراعي ظروف المناخ أن يتيح للناس فرصا للحصول على التعليم والوظائف والخدمات وللشركات الوصول إلى الأسواق.
تلتزم المؤسسة الدولية للتنمية ومجموعة البنك الدولي بأكملها بالعمل مع شركائنا في المنطقة لضمان أن تكتسب إفريقيا القدرة على تعبئة الاستثمارات الخاصة، وإيجاد وظائف جيدة، وتحقيق نواتج إنمائية أفضل للناس حيثما يعيشون.
تضم منطقة إفريقيا جنوب الصحراء أكبر عدد من الشباب في العالم، وهي مهيأة لتحول رقمي قد يفضي إلى تغيير مسار القارة. وقد يؤدي التحول السريع إلى الاقتصاد الرقمي إلى تعزيز الإنتاجية، وإيجاد الوظائف للشباب الموهوب والمولع بالتكنولوجيا. فالقارة، على سبيل المثال، تشهد أكبر نسبة لاستخدام السكان الهاتف المحمول في المعاملات المالية، وهو ما يزيل الحواجز التقليدية أمام تحقيق الشمول المالي، ويتيح فرصا لريادة الأعمال، لكن بلدان غرب إفريقيا ومنطقة الساحل متأخرة من حيث مرافق البنية التحتية الرقمية. ولذلك تتجلى أهمية استثمارات مثل التزام مجموعة البنك الدولي بمساندة مبادرة الاقتصاد الرقمي لإفريقيا التي تعمل على ضمان تحقيق التمكين الرقمي لكل امرأة ورجل وشركة وحكومة بحلول عام 2030.
وتساند مجموعة البنك الدولي بنحو فعال البلدان الإفريقية المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية في هذه المجالات الحيوية. ففي كوت ديفوار سيؤدي مشروع جديد للزراعة الإلكترونية يموله البنك الدولي إلى زيادة الحصول على الخدمات الرقمية والاستفادة من المنصات الرقمية في تحسين إنتاجية المزارع والوصول إلى الأسواق. وسيستفيد من المشروع 6.1 مليون من المزارعين ذوي الحيازات الصغيرة، أو نحو ربع سكان البلد البالغ عددهم 23.7 مليون نسمة.
وفي غرب إفريقيا، ساعدنا في ربط ستة بلدان بكابل ألياف بصرية بحري يمتد من الساحل الإفريقي إلى أوروبا، وذلك من خلال البرنامج الإقليمي للبنية التحتية للاتصالات في غرب إفريقيا. ونتيجة لذلك انخفضت أسعار خدمات الإنترنت انخفاضا كبيرا بأكثر من النصف في معظم الحالات وهو ما أتاح لكثير من المدارس والمنازل ومؤسسات الأعمال الصغيرة والمتوسطة فرص الحصول على خدمات إنترنت ذات جودة أفضل. ففي جامبيا، على سبيل المثال، انخفض سعر الجملة لخدمات الإنترنت إلى أدنى من خمْس ما كان عليه من قبل.
وتلقى جهود إنشاء وتشغيل مرفأ جديد عميق المياه للحاويات مساندة بفضل استثمار مجموعة البنك الدولي في ميناء تيما بغانا من خلال مؤسسة التمويل الدولية وهي ذراع المجموعة التي يتركز عملها على مساندة القطاع الخاص. ومن المتوقع أن يؤدي المشروع إلى تعزيز التجارة لاقتصاد غانا ويدعم إيجاد وظائف جديدة في القطاع الخاص. وبالنظر إلى الموقع الاستراتيجي لميناء تيما بالنسبة لأكرا، فإنه سيتناول أكثر من 90 في المائة من حركة النقل بالحاويات في غانا، وسيقوم أيضا بدور منفذ للتصدير للبلدان المجاورة في منطقة الساحل ومنها بوركينا فاسو والنيجر ومالي.
يتيح منتدى تمويل التنمية فرصة لتجميع الخبرات من مختلف الجهات في القطاعين العام والخاص، والعمل المشترك لإحداث تحولات في اقتصادات بلدان منطقة الساحل، وغرب إفريقيا، وخارجها. وتلتزم المؤسسة الدولية للتنمية، ومجموعة البنك الدولي بأكملها بالعمل مع شركائنا في المنطقة لضمان أن تكتسب إفريقيا القدرة على تعبئة الاستثمارات الخاصة، وإيجاد وظائف جيدة، وتحقيق نواتج إنمائية أفضل للناس حيثما يعيشون.

إنشرها