التكنولوجيا والكفاءة والشفافية

في ضوء تسارع التغيرات التكنولوجية، وتزايد تطلعات المواطنين، تزداد أهمية الابتكارات الرقمية للحكومات في أنحاء العالم. وتضطلع مجموعة البنك الدولي، بالتعاون مع أصحاب المصلحة الآخرين، بدور مهم في ضمان حصول البلدان المتعاملة معها على المعارف والحلول والخبرات اللازمة لتحقيق التحول الرقمي للخدمات الحكومية.
واستضافت مجموعة البنك الدولي على هامش اجتماعات الربيع فعالية عنوانها: "استخدام الحكومة للتكنولوجيا .. وضع الناس في المقام الأول مع حكومة تتسم بالبساطة والكفاءة والشفافية".
بدأت الفعالية بحوار دافئ مع جيلا بازارباسيوجلو، نائبة رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون النمو المنصف والتمويل والمؤسسات، ودانيال كورسكي، الحائز وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة قائد والمدير التنفيذي لشركة Public.
قالت جيلا بازارباسيوجلو "البيانات الآن هي النفط الجديد، إنها تجلب كثيرا من الفرص، لكنها تنطوي أيضا على كثير من المخاطر. وينبغي لنا أن نبني شبكة بيانات أساسية حتى تستفيد من الفرص التي تتيحها رقمنة الخدمات العامة".
وناقش دانيال كورسكي كيف تتيح التكنولوجيا ظرفا يمكن أن يبدأ فيه الابتكار في نهاية المطاف بالتأثير في طريقة تقديم الخدمات العامة.
وقال دانيال كورسكي "بمقدور التكنولوجيا تتبع سير تقديم السلع والخدمات والنواتج على نحو لم يكن باستطاعتنا قط القيام به من قبل. وكلما تحركنا نحو نظام مفتوح وشفاف تيسر لنا تحديد أين يحدث الفساد أو أين ساءت الأمور وباتت على غير ما يرام".
وأعقبت هذا الحوار الدافئ حلقة نقاشية على مستوى الخبراء تحدث فيها مبتكرون في مجال التكنولوجيا وواضعو السياسات وشركاء التنمية.
وذكر ماثيو ريكروفت، الحائز وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة قائد، الوزير الدائم لوزارة التنمية الدولية البريطانية: "ثمة خطر كبير في زيادة الانقسامات الحالية وإيجاد انقسامات جديدة، ونحن نمضي قدما في مستجدات العصر الرقمي. وينبغي لنا استخدام الثورة الرقمية لمساعدة من هم أكثر تعرضا لخطر الإقصاء، ومنهم النساء والفتيات والمعوقون، على اللحاق بالركب". خلاصة القول إن استخدام الحكومة للتكنولوجيا ليس غاية في حد ذاته.
وقالت ياسودارا كوردوفا الزميلة المتميزة في شعبة البيانات والمعلومات الخاطئة في كلية الدراسات الرقمية في جامعة هارفارد إن مشاركة المواطنين ضرورية لضمان أن تتسم خدمات الحكومة الإلكترونية بالطابع الديمقراطي. وللمنظمات الشعبية خارج شبكة الإنترنت مثل اللجان التوجيهية والجمعيات الشعبية أهمية بالغة في جعل استخدام الحكومة للتكنولوجيا يصب في مصلحة الجميع.
وأوضح هارالد ويجلين المدير العام لإدارة السياسات الاقتصادية وأسواق المال ورسوم الجمارك في النمسا: "أن النمسا بدأت السير في طريق الرقمنة في بعض مجالات تقديم الخدمات قبل أعوام عديدة. وينصب التركيز الآن على تبسيط الأمور للعملاء".
وأوضح الوزير ماي تين دونج: "الحكومة الإلكترونية ذات أهمية بالغة لنا لأننا نسعى إلى تنفيذ الثورة الصناعية الرابعة وتقليص مستويات الفقر". ومضى قائلا إن فيتنام لا تريد أن تتخلى عن أي مواطنين خلال هذا السعي الذي يتمحور حول هدف استخدام الحكومة للتكنولوجيا، ولا سيما ما يصب في مصلحة الناس في البلدان النامية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي