التحول من عالم الشركات إلى عالم الحرفية «1من 2»
نصائح وحكاية ثلاثة مديرين تنفيذيين أجروا تغييرا جذريا في حياتهم المهنية، من خلال التحول من وظيفة مكتبية للانضمام إلى عالم التجارة.
أصبح التخلي عن وظيفة مكتبية بمنصب مهم لمصلحة حرفة فكرة تراود كثيرا من الموظفين، وأمرا ليس بغريب هذه الأيام. فأولئك الذي يؤسسون عملا نابعا من هواية يحبونها ويقومون بها من أجل المتعة، لدى معظمهم مسيرة مهنية حافلة تضمن استقرارهم المادي. كمدربين مختصين في تقديم المشورة لجميع الأعمار، لفتت انتباهنا ظاهرة قيام الجيل الأصغر بهذا التحول. وسنورد هنا رحلة ثلاثة تنفيذيين فضلوا أن يصبحوا حرفيين محليين.
ليلى، تحولت من العمل في قطاع المصارف إلى مالكة مطعم، فهي شخص يعشق الطعام، لكنها تنحدر من عائلة مكتفية ماديا، الطهو فيها مهمة العاملين في المنزل. لذا اتجهت ليلى إلى قطاع المصارف وأثبتت نجاحها فيه، ابتداء من جي بي مورجان وحتى بنك دويتشه. إلى أن عرض عليها منصب مالي في دبي. كانت تسافر كثيرا ووجدت في الطعام عزاء لها خلال رحلاتها. وسرعان ما تساءلت عن سبب عدم دخولها القطاع الغذائي.
أخذت استراحة من العمل لمدة عام معولة على فكرة أنها لا تزال شابة وتستطيع العودة إلى القطاع المصرفي متى شاءت. خلال تلك الفترة زارت ليلى أوروبا، ووضعت استراتيجية وحاولت توفير أكبر قدر ممكن من المال. استقرت في مدينة سان سيباستيان في إسبانيا، وبدأت البحث عن المكان المناسب للحصول على التدريب اللازم. عدم امتلاكها تصريح عمل وافتقارها الخبرة العملية وضع أمامها عديدا من العقبات، لكن في النهاية رأت سلسلة مطاعم شهيرة إمكاناتها وعرضت عليها وظيفة متدربة. شعرت بالحماس وهرعت لمباشرة العمل.
في البداية كافحت ليلى للتغلب على خوفها من ارتكاب الأخطاء. أخذت بنصيحة زميلة لها للتدرب خارج وقت العمل حيث لا يوجد خوف من الفشل. كانت دائما أول من يصل إلى العمل وآخر من يغادر. شعرت بعد فترة بالرغبة في العودة إلى آسيا. وباستخدام معارفها استطاعت أن تحصل على وظيفة مناسبة في أحد أهم المطاعم في سنغافورة. وحصلت على فرصة أفضل عندما افتتحت سلسلة مطاعم أمريكية شهيرة في نيويورك فرعا لها في سنغافورة، وعينت ليلى مشرفة عليها. كانت تلك نقطة مهمة في مسيرتها المهنية حيث كانت تستطيع الاستفادة من خبراتها المهنية وخبرتها في مجال الطهي.
لكن لم يستمر ذلك طويلا. حيث انضمت بعدها إلى مطعم جويل روبوتشون، لتجد نفسها خارجا مجددا. ما دفعها إلى العودة لإسبانيا لتعزز مهاراتها التقنية في الطهي وللحصول على الماجستير في إدارة الضيافة من كلية إدارة الأعمال EADA. اكتشفت ليلى خلال دراستها فجوة في قطاع مطاعم الشارع التي كانت بمنزلة ظاهرة جديدة حينها. فمع الحاجة إلى مطاعم شارع آسيوية ولاتينية ذات أسعار مناسبة ونوعية جيدة، افتتحت Hawker 45 باعتباره مشروعها الأخير في الماجستير الذي أصبح في غضون أشهر من أكثر المطاعم شعبية في برشلونة. نجحت الآن في جذب مستثمر لمشاركتها الأعمال بما في ذلك التوسع في المشروع.
خبرتها في القطاع المصرفي كان لها دور كبير، وترى نفسها تعمل في تدريس تمويل المطاعم مستقبلا، كونه أمرا مطلوبا. نجحت ليلى باستمرار في إيجاد الموارد اللازمة لإعادة ابتكار نفسها. لم يكن الأمر سهلا، وفاتها عديد من احتفالات عيد الميلاد مع عائلتها. لكنها تملك الإصرار ولا يزال لديها عديد من الأفكار في جعبتها... يتبع.