كفو .. يا علي

علي جسار، شاب مصري يعاني السمنة المفرطة منذ طفولته، ما جعله عرضة لتنمر أصدقائه وسخريتهم منه. كان وزنه يزداد بشكل كبير، حيث لم يتمكن من السيطرة عليه. حين أصبح شابا تعلق قلبه بفتاة أحبها ووهبها مشاعره، لكنها بكل برود رفضت الحب الذي يحمله لها بحجة أنه سمين ولا يناسبها. دخل في نوبة يأس وحزن كبيرين على خذلان هذه الفتاة له وسخريتها من سمنته المفرطة، ووصل إلى قناعة عميقة أن الإنسان يستطيع تغيير حياته إن أراد ذلك. عدم استسلامه للواقع المرير دفعه إلى اتخاذ قرار شجاع أن يبدأ برحلة التغيير. كثيرون يفضلون البقاء حيث هم، وهذا ما يسمى منطقة الأمان الوهمية، التي تجعل الإنسان مكبلا بمخاوفه وأفكاره التقليدية التي تمنعه من التقدم، لأنه - ببساطة - يخشى الفشل، لكن هذا الشاب لم يتخذ قراره وحسب، إنما بدأ في تطبيقه على أرض الواقع. وخلال عام واحد كان قد فقد من وزنه أكثر من 100 كيلو جرام، واستعاد رشاقته، وأصبح مفتول العضلات ويتمتع بجسد رشيق. ولأنه - في الأساس - شاب وسيم؛ انهالت عليه عروض شركات الإعلانات، كما أنه حاليا بصدد المشاركة في فيلم سينمائي.. الطريف في الأمر أنه أرسل إلى تلك الفتاة صورته كاتبا عليها "هذا ما أصبحت عليه"!

قصة ملهمة لكل إنسان يرغب في التغيير، خصوصا الذي يصاب بالإحباط بسبب مثل هذه المواقف الصعبة، ويفضل الانزواء والعزلة، ويحيط نفسه بأسوار اليأس القاتل ويشعر بأن الحياة غير عادلة وظالمة، وبدلا من تغيير أفكاره وواقعه، فإنه يبدأ بجلد ذاته، ويظل على هذا المنوال حتى تنتهي حياته دون أن يعيشها بجمال لحظاتها وتفاصيل أيامها الرائعة. يقول جودروسكي "الطيور التي تولد في القفص تعتقد أن الطيران جريمة". مهما كنت الآن تشكو من البدانة أو البطالة أو قلة الموارد المادية أو تعاني خسارة زوجية، يجب عليك أن تفكر جديا في التغيير. لا تمنع نفسك من أن تحلم، ولا تسمح لأي كان أن يفقدك ثقتك بنفسك، ولا تسعى خلف أشخاص لا يتقبلونك كما أنت، بل يضعون اشتراطات معينة حتى يسمحوا لك بالوجود في حياتهم. لا تكن حريصا عليهم، فأنت لست صورة "فوتوشوب" يجب أن تجري عليها التعديلات حتى تحوز على رضاهم!
عاهد نفسك أن تصنع منك كل تلك اللكمات المؤلمة التي تتلقاها، مقاتلا شرسا لا يقبل بالاستسلام إطلاقا!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي