أعظم المواسم
أكثر من مليوني حاج اجتمعوا مهللين مكبرين في موسم حج هذا العام من كل أصقاع الدنيا أتوا باختلاف لهجاتهم وبلدانهم وألوانهم وطبقاتهم، لإكمال الركن الخامس من الدين الإسلامي، موسم عظيم تجتمع فيه كل هذه الوفود البشرية في أماكن معينة وأوقات مخصوصة، موسم يستحق منا لحظات تأمل وانبهار وشكر وامتنان، فالجهود التي تتضامن من أجل إنجاح موسم الحج كل عام تتشارك فيها عشرات الجهات الرسمية والأهلية والتطوعية، الجميع يتفاني بكل حب وإنسانية لخدمة ضيوف الرحمن، كل تلك الجهود التي تشرف عليها حكومتنا الرشيدة بشكل دقيق يتم التركيز فيها على تفاصيل التفاصيل، لا شك أنها أتت بعد خطط وجهود وعمل دؤوب.
- لن تجد أي موسم في العالم تصل فيه الوفود لدولة ما هذا العدد الهائل الذي يتجاوز الملايين دون أن يواجه فيه البعض منهم مصاعب صحية ولذلك سخرت وزارة الصحة والهلال الأحمر السعودي والفرق التطوعية المساندة جميع الإمكانات للمسارعة في تقديم الخدمات الطبية المجانية دون أن تطالب حملات الدول الوافدة بتحمل تبعات ذلك، فقرأنا عن عشرات العمليات للقلب المفتوح وغسيل الكلى والولادات وضربات الشمس والإعياء وغيرها، فأخبرني عن موسم عالمي تتحمل فيه الحكومات علاج الضيوف على حسابها، إن ذلك لا يحدث إلا على أرض الحرمين ولضيوف الرحمن.
- توفير سكك القطارات والمظلات والجسور والسلالم الكهربائية والمواقف والحمامات العامة وبرادات المياه ورذاذ الشوارع والأشجار والمساحات المزروعة لتلطيف الأجواء الحارة وغيرها لضيوف الرحمن في عرفات ومنى ومزدلفة وهي مناطق خالية طوال العام، فأخبرني عن موسم عالمي يوفر ذلك لضيوفه بشكل مجاني، إن ذلك لا يحدث إلا على أرض الحرمين ولضيوف الرحمن.
- تطبيقات ذكية، وتقنيات حديثة، ومسارات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وعربات كهربائية في الحرم الشريف والمشاعر المقدسة، وجهود إعلامية في نقل مراحل الحج لحظة بلحظة، ومترجمون يتحدثون كل لغات ضيوف الرحمن ليسهل طرق التواصل معهم، وسلال أغذية مجانية تجاوزت عشرات الملايين، وسقيا ماء مجانية، فأخبرني عن موسم عالمي يوفر ذلك لضيوفه بشكل مجاني، إن ذلك لا يحدث إلا على أرض الحرمين ولضيوف الرحمن.
كل هذه الجهود الحثيثة التي تقوم بها حكومة المملكة العربية السعودية وبإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين من أجل خدمة ضيوف الرحمن إنما هي سلسلة متواصلة من تاريخ مشرف لخدمة الحرمين وضيوف الرحمن.
إن موكب سيارات الإسعاف وهي تنقل الحجيج المرضى الذين ساءت أوضاعهم الصحية للوقوف بعرفات تستحق ودون منازع أن تكون لقطة هذا العام. إنه موسم المواسم.