التعامل مع التسلسل الهرمي للأرباح على مستوى العالم «2 من 3»
باستخدام تعريف القطاعات التي يهيمن عليها الرجال والقطاعات التي تركز على الإناث، نجري بعد ذلك مقارنة الفروق بين الجنسين في نتائج أداء الأعمال "من حيث الأرباح والموظفين" مع مراعاة الاختلافات الإقليمية. وتظهر البيانات أن جزءا كبيرا من فجوة الأرباح بين الرجال والنساء يمكن تفسيره بالفعل حسب القطاع: فالشركات المملوكة للنساء اللائي يقتحمن القطاعات التي يهيمن عليها الرجال تحقق أرباحا أعلى بنسبة 66 في المائة من تلك الشركات في القطاعات التي تهيمن عليها النساء تقليديا. وتحقق الشركات المملوكة لرجال في القطاعات التي يهيمن عليها الرجال أرباحا أكثر من غيرها.
يختلف التسلسل الهرمي للأرباح في البلدان المتقدمة والنامية. وفي البلدان المتقدمة، تحقق الشركات التي يمتلكها رجال – سواء كانت في القطاعات التي يهيمن عليها الرجال أو التي تركز على النساء - أرباحا أكبر مما تحققه الشركات المملوكة لنساء في أي قطاع. وفي البلدان النامية، تحقق الشركات المملوكة للرجال في القطاعات التي تركز على النساء والنساء اللائي يقتحمن القطاعات التي يهيمن عليها الرجال القدر نفسه من الأرباح تقريبا. وفي كل من البلدان النامية والبلدان المتقدمة، تحقق الشركات المملوكة لنساء في القطاعات التي تركز على النساء أقل نسبة من الأرباح.
النساء اللائي يمتلكن مشاريع في القطاعات التي يهيمن عليها الرجال أصغر سنا، ومتزوجات، ومن الأرجح أنهن ورثن تلك الأعمال أكثر من النساء في القطاعات التي تركز على النساء . وقد حصلن على تعليم مشابه للنساء في القطاعات التي تركز على النساء، ويظهرن كفاءة ذاتية أعلى، وهي مهارة اجتماعية انفعالية مهمة، ولكنهن أقل حضورا في ريادة الأعمال والالتزام تجاه القطاع الذي يعملن فيه.
يبدو أن شبكات الدعم التي يكونها الرجال تمثل عنصرا أساسيا للشركات المملوكة للنساء، مع نماذج يقدمها الرجال وملكية مشتركة مع الأزواج الذين يأخذون بعين الاعتبار قرار خوض هذا المجال. وقد ساعد الدعم الذي يقدمه الأزواج النساء على اقتحام هذه القطاعات التي يهيمن عليها الرجال إذا كان ذلك الدعم متعدد الأوجه "مثل توفير التمويل، وتقديم الدعم المعنوي، والمساعدة على تسجيل الأعمال". ويبدو أن النساء في القطاعات التي يهيمن عليها الرجال يعملن عددا أكبر من الساعات في الأسبوع ونسبتهن أقل بين الموظفين مقارنة بالشركات المملوكة للنساء في القطاعات التي تركز على النساء.
ومن شأن تحديد سمات النساء اللائي دخلن بنجاح في القطاعات ذات العوائد المرتفعة التي يهيمن عليها الرجال المساعدة على تصميم تدخلات السياسات التي تمكن النساء من إنشاء مشاريع يمكن أن تؤثر تأثيرا إيجابيا في النمو مع تقليل الفجوات في الأجور بين الجنسين. في الواقع، أظهر العمل الذي قامت به الولايات المتحدة أن الحد من التمييز العنصري والتمييز على أساس النوع الاجتماعي في المهن في الولايات المتحدة يمثل 40 في المائة من نمو إجمالي الناتج المحلي السوقي لكل شخص من 1960 إلى 2010.
قام موقع فيسبوك، بالشراكة مع البنك الدولي ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، بتصميم دراسة استقصائية تحت عنوان "مستقبل أنشطة الأعمال" وإجرائها كل سنتين التي تقدم استقصاء لمنشآت الأعمال متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة الحجم في العالم التي لديها صفحة أعمال نشطة على موقع فيسبوك. وتستخدم الدراسة أحدث مجموعة من البيانات المستقاة من المسح التي جرى جمعها من أصحاب الأعمال والمديرين والموظفين في 97 بلدا في أربع قارات ما أتاح تغطية جغرافية واسعة. وتتيح هذه المجموعة الكبيرة من البيانات فرصة فريدة لدراسة فجوة الدخل بين الجنسين على مستوى عالمي.
أولا، قمنا بتصنيف القطاعات التي يهيمن عليها الرجال من منظور صاحبات المشاريع في البيانات. وسألنا النساء: من يملك معظم الشركات في القطاع الذي تعملن فيه؟ رجال أم نساء؟ إذا أجاب أكثر من 70 في المائة من النساء أن الرجال يمتلكون معظم مشاريع الأعمال في القطاع الذي يعملن فيه، فإننا نعرف هذا القطاع بأنه قطاع يهيمن عليه الرجال. ومن بين 42 قطاعا، جرى تصنيف 18 قطاعا على أنها يهيمن عليها الرجال استنادا إلى هذا التعريف.