مساندة بلدان العالم الأشد فقرا «2 من 2»

يعيش نحو ثلثي الفقراء فقرا مدقعا - أو نحو 500 مليون نسمة - في 75 بلدا مؤهلا للحصول على موارد من المؤسسة الدولية للتنمية. ويتركز الفقر المدقع على نحو متزايد في أشد بلدان العالم هشاشة، التي يوجد كثير منها في إفريقيا.
لذلك، تزيد المؤسسة تركيز جهودها على البلدان الهشة والمتأثرة في الصراع في شراكة مع مؤسسات أخرى. وضاعفت المؤسسة مساندتها المالية للبلدان التي تواجه أوضاع الهشاشة إلى 14 مليار دولار، منها تخصيص 400 مليون دولار لليمن، إلى جانب أكثر من ملياري دولار تمويلا إضافيا من أجل اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم.
ومع أن معدل الفقر الكلي في العالم آخذ في الانحسار، فإن معالجة الفقر المدقع لا تزال مهمة عسيرة، وذلك لأن أفقر سكان العالم يوجدون على نحو متزايد في مواجهة مع قضايا عالمية ملحة، مثل الهشاشة وتغير المناخ تؤثر فيهم تأثيرا متفاوتا، وليست لهم سيطرة تذكر عليها.
لتحافظ على فاعليتها، تعمل المؤسسة على التكيف مع الاحتياجات العالمية المتغيرة - وذلك بسرعة التحرك، وتوجيه التمويل، وابتكار الحلول لمعالجة أشد المشكلات الإنمائية تعقيدا. فعلى سبيل المثال، قامت المؤسسة بتعبئة 545 مليون دولار تمويلا طارئا لموزمبيق، وملاوي، وزيمبابوي في أعقاب الإعصار إيداي الذي دمر هذه البلدان في أيار (مايو) الماضي.
وهي لذلك تركز على اعتبارات المساواة بين الجنسين والوظائف، كما في نيبال، حيث يقوم مشروع لتحسين الطرق بتعيين النساء الفقيرات للقيام بأعمال صيانة الطرق الريفية.
بنيتا بسوكارما، التي تبلغ من العمر 25 عاما، من مقاطعة كاسكي غربي نيبال، كانت تحيا حياة شاقة، وفقدت الاتصال بزوجها الذي هاجر إلى الخارج بحثا عن عمل، ولم يكن لديها نصيب من التعليم أو المهارات أو أرض زراعية للعناية بنفسها وابنها. وفي هذه اللحظات العصيبة، سنحت لها فرصة العمل في إحدى فرق صيانة الطرق، وكانت بارقة أمل لها. وبعد أن بدأت العمل في طريق راخي ميجور جاهاتي بوشي - وهو جزء من طريق تحت إشراف مشروع تقوية البرنامج الوطني للنقل الريفي - تغيرت حياتها تغيرا كاملا.
تقول بسوكارما: "لم يكن لدي المال اللازم لإطعام طفلي وكسوته، لكنني الآن أكسب 14092 روبية نيبالية في الشهر، وأرسل طفلي إلى المدرسة، وأدخر بعض المال في الجمعية المحلية، وقمت بتجديد سقف منزلي، بل اشتريت اثنتين من الماعز بما أحصل عليه من دخل. إنني سعيدة لإتاحة هذه الفرصة لي لأعمل وأتعلم وأعتني بأسرتي". لقد غيرت الوظيفة حياة بسوكارما.
ولهذا أيضا، تساعد المؤسسة الدولية للتنمية البلدان على الاستعداد للمنافسة في الاقتصاد الرقمي، كما في كوسوفو، حيث تقوم شراكة بين القطاعين العام والخاص بتوسيع البنية التحتية لاتصالات النطاق العريض لتشمل المدارس الريفية، والعيادات الصحية، و60 ألف أسرة معيشية في 200 قرية، وتقدم التدريب على الوظائف لألفي شخص من الرجال والنساء على تطوير مواقع الإنترنت.
كما تقوم المؤسسة بتمويل مشاريع مبتكرة للحماية الاجتماعية وتعمل مع مقدمي خدمات المعاملات المالية عبر الهاتف المحمول لتيسير التحويلات النقدية الرقمية للأسر المعيشية المحرومة التي يصعب الوصول إليها في كوت ديفوار. لقد استفاد ما يربو على 300 ألف شخص، أكثر من نصفهم نساء، من الحسابات المالية عبر الهاتف المحمول ومن الخدمات المالية التي يتيحها الشمول المالي الرقمي.
وتقوم المؤسسة الدولية للتنمية مع الشركاء بتنسيق جهود واسعة النطاق في هايتي من المساعدة على إعادة بناء مرافق البنية التحتية واستعادة المؤسسات الحكومية، إلى إتاحة الفرصة لأطفال أمثال جيسيكا برودنت التي تبلغ من العمر 11 عاما للالتحاق بالمدرسة الابتدائية.
تلقي هذه المشاريع، وغيرها كثير، الضوء على نهج المؤسسة الدولية للتنمية في تحسين الظروف المعيشية لأشد الناس فقرا في العالم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي