تطبيقات الهواتف الذكية توسع مجالات الاستثمارات التقنية.. وتوقعات بنموها في 2019

لم يعتقد أحد قبل عشرة أعوام مضت أن تقوم الهواتف الذكية بقلب حياة المستخدمين رأسا على عقب، وأن تكون هي المحرك الرئيس للحقبة الجديدة التي تحدد توجهات الاستثمار في مجال الهواتف الذكية، فبعد مرور هذه الأعوام العشرة على إطلاق متجري آب ستور وجوجل بلاي لتطبيقات الهواتف الذكية، تحول اقتصاد التطبيقات إلى أحد الاقتصادات الرئيسة في المجال التقني، الذي لا يقل أهمية عن أي اقتصاد تقني آخر، وعاما بعد عام ينمو هذا الاقتصاد بشكل كبير يتجاوز التوقعات، ولن يختلف هذا العام عن الأعوام السابقة، بل على العكس فمن المتوقع أن ينمو اقتصاد التطبيقات بشكل كبير، بسبب سيطرة الألعاب وتطبيقات بث الفيديو على نسبة كبيرة من الإنفاق على التطبيقات.
وبحسب شركة "آب آني" المتخصصة في تحليل بيانات وسوق التطبيقات، فإن إنفاق المستهلكين على التطبيقات في متجر آب ستور وحده سيتجاوز 122 مليار دولار خلال العام الجاري 2019، حيث سيزيد إنفاق المستهلكين في متاجر التطبيقات العالمية بمعدل خمسة أضعاف سرعة نمو الاقتصاد العالمي بشكل عام، حيث سيتجاوز إجمالي إنفاق المستهلكين على التطبيقات والألعاب والخدمات القائمة على الاشتراكات 122 مليار دولار عبر متجر آب ستور فقط.
وستستمر الهواتف الذكية في الاستحواذ على أفكار العملاء وتعزيز أولويات الشركات، حيث من المتوقع أن يزيد الإنفاق على كل من الإعلانات داخل التطبيقات وكذلك المعاملات التجارية، التي تتم من خلالها معاملات مالية خارج متاجر التطبيقات، ولا يمثل ذلك سوى جزء صغير من إجمالي النمو في اقتصاد الهواتف.
وستسهم تطبيقات الألعاب أيضا بالجزء الأكبر من نمو الإنفاق الاستهلاكي في متاجر التطبيقات، حيث ستظل ألعاب الهواتف الذكية هي الشكل الأسرع نموا للألعاب وستشكل ما يقرب من 75 في المائة من إجمالي إنفاق المستهلكين وستبقى الصين أكبر مساهم في نمو الإنفاق الاستهلاكي في متاجر التطبيقات.
وشهد عام 2018 نموا واضحا في تجربة ألعاب الهواتف الذكية، وقد ساعد في ذلك مواصفات الهواتف الذكية التي تمت ترقيتها، ما أدي إلى انتشار الألعاب التي تعتمد على منهجية اللعب متعددة اللاعبين بشكل تفاعلي ومباشر، وأحد فروع هذا التقدم في تكنولوجيا الهواتف المحمولة كان ظهور الألعاب عبر المنصات، نتيجة لذلك ستكون الألعاب في 2019 أكثر اعتمادا على آليات تعدد اللاعبين عبر المنصات وغير مرتبطة بجهاز معين، كما سيصل الإنفاق الاستهلاكي في ألعاب الهواتف الذكية إلى 60 في المائة من حصة السوق بين جميع منصات الألعاب التي تشمل الحواسيب المحمولة، ومشغل ألعاب الفيديو، ومنصات ألعاب الفيديو المحمولة يدويا والهواتف، وإذا استمر تجميد تراخيص الألعاب في الصين في عام 2019، فإن الشركات الصينية ستدفع بقوة أكبر للتوسع الدولي وقد تصبح عمليات الاندماج والاستحواذ أكثر شيوعا. في حين أن شبكات الجيل الخامس وتحسين عمر البطارية، ستساعد على تقدم ألعاب الهواتف.
وأشارت التقارير أخيرا إلى أن الفرد العادي يقضى أكثر من 7.5 ساعة يوميا في القراءة أو الاستماع أو المشاهدة أو النشر عبر الإنترنت، وخلال العام الجاري 2019 سيكون هناك على الأقل عشر دقائق من كل ساعة يقضيها الأفراد في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من نصيب مشاهدة مقاطع فيديو على الهاتف، كما سيزيد إجمالي الوقت المستغرق في استخدام تطبيقات بث الفيديو لكل جهاز بنسبة 110 في المائة من عام 2016 إلى العام الجاري 2019. وسيزيد إجمالي إنفاق المستهلكين العالمي في تطبيقات الترفيه بنسبة 520 في المائة، التي يتم تشغيلها بشكل كبير من الاشتراكات داخل تطبيقات بث الفيديو.
وستستمر تطبيقات الفيديو القصيرة في السيطرة، حيث تستحوذ منصة يوتيوب وحدها على أربع من كل خمس دقائق يقضيها المستخدم في استخدام أفضل عشرة تطبيقات لبث الفيديو في الولايات المتحدة. إضافة إلى أن ذلك سيعزز نمو تطبيقات الفيديو الاجتماعي مثل Tik Tok وانتشار الفيديو القصير في تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي مثل "إنستجرام" و"سناب شات"، وكذلك نمو فيديو البث المباشر Live Video على الإنترنت الذي سيستحوذ على نسبة 17 في المائة من إجمالي محتوى الفيديو على الإنترنت بحلول عام 2022، حيث سيتضاعف معدل نشر الفيديو المباشر على الإنترنت 15 مرة من عام 2017 إلى عام 2022.
كل هذه الأمور ستجعل من التطبيقات الذكية أحد أكبر المنصات الإعلانية رواجا، فبعد أن استحوذت الهواتف الذكية على حصة كبيرة من الإنفاق العالمي على الإعلانات وكانت هي ذاتها العامل الأبرز وراء زيادة الإنفاق على الإعلانات الرقمية في العام الماضي 2018 وذلك باستحواذها على 62 في المائة من الإنفاق على الإعلانات الرقمية عالميا وهو ما مثل 155 مليار دولار أي بزيادة قدرها 12 في المائة عن حصتها من الإنفاق على الإعلانات الرقمية في عام 2017.
أما خلال العام الجاري 2019 فمن المتوقع أن تحقق الإعلانات داخل التطبيقات الذكية دخلا إضافية يقدر بنسبة 60 في المائة، حيث ستتنافس على جزء من سوق الإعلانات الرقمية الذي يقدر بمبلغ 250 مليار دولا.