3 طرق لتحول الشركات إلى منهج «أجايل» «1 من 2»
تعددت استخدامات منهج Agile "أجايل"، الأسلوب المرن في العمل، لتتعدى كونه آلية لتطوير البرمجيات، إلى التغيير التنظيمي للشركات الناشئة الصغيرة وحتى الشركات الكبيرة والتقليدية. تعد منهجية البرمجيات التي يعتمدها "أجايل" مكررة وتعاونية. فهي تضمن تعاون المجموعات الصغيرة والمستقلة بما يتماشى مع احتياجات العملاء. ففي ظل الكم الكبير من المعلومات المتوافرة لدينا، وإمكانية التسليم خلال يوم واحد، ووجود عدة خيارات للدفع، أصبحت تطلعات العملاء أعلى أكثر من أي وقت سابق، لذا يجب على الشركات التكيف مع هذا الواقع. تعد هذه المنهجية أساس تحول بنوك كبيرة مثل "آي إن جي" بنك و"سبيربنك"، على يد وخبرات المهندس بارت شلاتمان. ناقش شلاتمان، الرئيس التنفيذي السابق لبنك "آي إن جي"، ورئيس قسم التحول التنظيمي في "سبيربنك"، خلال زيارته الأخيرة لكلية إنسياد، آليات التحول من النموذج التنظيمي القديم للقيادة، إلى بيئة تعاونية من خلال منهجية "أجايل". فيما يخص التحول التنظيمي يرتكز "أجايل" على طريقة الشركات بإيجاد بيئة عمل مرنة يكون العميل وفرق العمل التي تدار ذاتيا محور عملياتها، لتعزيز قدرة الموظفين على اتخاذ القرارات. في عام 2014، وفي ظل التحديات التي واجهها البنك، أدرك التنفيذيون في "آي إن جي" أن التغيير أصبح ضروريا، وأن التركيز على رحلة العميل هو الطريقة الأمثل للنمو. بالنسبة لهم كانت منهجية "أجايل" التي تم تطبيقها في قسم تكولوجيا المعلومات منذ 2010، هي الحل. قام التنفيذيون بزيارة إلى الشركة السويدية الناشئة "سبوتيفاي" للخدمات الموسيقية، لإلقاء نظرة على منظومة "أجايل". تميل الشركات إلى المنافسة مع نظيراتها من القطاع نفسه عوضا عن شركات من قطاعات أخرى نجحت في الحصول على اهتمام عملائها. على سبيل المثال: إذا كانت توقعات العميل سرعة معالجة طلباتهم المقدمة عبر الإنترنت، فإنهم يتوقعون أيضا الحصول على رد سريع من البنك. نجحت «أمازون» من خلال إتاحة خدمة التوصيل في اليوم نفسه، من تغيير توقعات العملاء. بحسب شلاتمان، لم يعد منافسك المباشر هو معيار رضا العملاء، فالمنافس الحقيقي هو أمازون. وفسر ذلك بقوله "المبتكرون الرقميون هم المسؤولون المباشرون عن تحديد سلوكيات العملاء". في دراسة قمت بها بالشراكة مع زملائي "يفس دوز" و"لوسيا ديل كاربيو" و"نانسي براندوين"، تحت عنوان "تبني الرقمية: مسيرة آي إن جي نحو أسلوب عمل جديد"، تناولنا التحول التنظيمي للبنك في ظل توجيهات شلاتمان. بحثنا كيفية نجاح "آي إن جي" في الاندماج بشكل كلي مع كيان آخر في 2007 ما دفع البنك إلى إعادة التفكير في طرق العمل التقليدية، التي أدت بدورها إلى التحول إلى "أجايل". ترك تحول "آي إن جي" إلى "أجايل" تأثيره في معظم الأقسام في الوقت ذاته. وأصبحت الفرق أصغر وأقل هرمية. وأصبح على الجميع التقديم مرة أخرى على المؤسسة الجديدة. نظرا لكون 30 في المائة من كبار المديرين لم يكونوا ملائمين للثقافة الجديدة، لذا غادروا مناصبهم.