مأمور السنترال

يشتكي كثير من المواطنين من صعوبة الوصول للمسؤول في أي وزارة عن طريق الاتصال الهاتفي للرد على استفساراتهم ومعاملاتهم، إما لانشغال السنترال أو لعدم رد الموظف المسؤول،
لم تضع الدولة -حفظها الله- “سنترالا” في كل وزارة عبثا وزيادة رفاهية، بل تخفيفا وتيسيرا على المواطنين، فهناك الأرملة والمطلقة التي تجد صعوبة في الوصول للجهة الحكومية إما لظروف أسرية أو لعدم وجود من يذهب بها كل مرة، وهناك الشيخ الكبير الذي لا تساعده قواه على المراجعات الروتينية فيلجأ إلى سنترال الوزارة للوصول إلى الموظف المسؤول ليستفسر عن مسار معاملته، وهناك الموظف أو الموظفة الذي يشعر بالحرج من مديره للاستئذان المتكرر للذهاب إلى الوزارة التي يرغب في مراجعتها أو ربما أحيانا لا يجد الوقت الكافي أثناء وقت الدوام، وكثير من الأشخاص الذين تستدعي ظروفهم ضرورة الوصول إلى المسؤول هاتفيا.
- فإلى متى وسنترال بعض الوزارات الخدمية المهمة إما مشغول “على طول” وإما يشعرك بأنه خارج منطقة التغطية، وإن كنت محظوظا في تلك اللحظات النادرة التي لا تتكرر كثيرا، فسيقوم موظف السنترال بالرد عليك لكنك ستشعر بنبرته اليائسة تتسلل إلى أذنيك وكأنه يقول لك “استرح ما حولك أحد”، وهذا ما سيحدث فعلا حين يقوم بتحويلك للموظف المطلوب فسيظل الهاتف يرن بلا أي فائدة وستعاود الاتصال وسيظل يرن ويرن ويرن، وفي كل مرة سيرتفع ضغطك ويتشنج عندك القولون ولو اتبعت نبرة موظف السنترال اليائسة من البداية لوفرت على نفسك وأعصابك الكثير.
- مع الأسف كثيرون يصبون غضبهم على مأمور السنترال حين لا يرد الموظف المسؤول، فيكون “في وجه المدفع” وهو لا ذنب له إطلاقا، فعمله ينحصر في تحويل الخطوط لا محاسبة المقصرين. - أتمنى لو كانت هناك جهات رقابية على أداء بعض سنترالات الوزارات الخدمية التي تمس المواطنين خاصة أننا في بلد شبه قارة والبعض ربما يبعد مئات الكيلومترات عن مقر الوزارة التي توجد فيها معاملته، والرد من المسؤول سيكفيه كثيرا من العناء، ويريح عقله من التفكير، لكن “تطنيش” الاتصالات الهاتفية بهذا الشكل هو أمر استفزازي، فبدل أن يحصل المواطن على إجابات شافية لبعض تساؤلاته واستفساراته فسيحصل على صداع وضغط عصبي،
و”ضيقة صدر” تلازمه كل يومه.
وخزة
- لا تحاسبوا مأمور السنترال وتجعلوه في “وجه المدفع”، بل حاسبوا الموظف المسؤول الذي يستمع لرنين الهاتف ولا يرد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي