#هاشتاق_وطن
ما إن يمر وطننا بأزمة ما أو تتكون في سمائه سحب صيف عابرة أو اختلاف سياسي، حتى تبدأ هاشتاقات خبيثة في الخروج من جحورها كأفاعٍ سامة تبحث عن ضحاياها لتفرغ في عقولها سمها الزعاف، وغالبا ما يكون الضحايا المستهدفون من الذين "يطيرون بالعجة"، فينساقون خلف هذه الهاشتاقات بحماس واندفاع فيطعنون الوطن في خاصرته من حيث يظنون أنهم يعبرون عن رأيهم فقط، أما المشاركون الحقيقيون لهذه الأفاعي فهم يسكبون بحقد سمها في العسل ثم يخطون به تغريداتهم النابضة بالكراهية للوطن وأبنائه، يسعون لإثارة الشك والريبة في قلوب المواطنين وزعزعة الثقة بقرارات الحكومة والعزف على أوتار العاطفة والمشاعر، ولذلك حين يمر الوطن بحدث ما.. ستجد هذه الهاشتاقات تبدأ في نبش مطالبات المواطنين وقضاياهم ومحاولة تصوير المواطن على أنه مظلوم ومحروم من حقوقه ورغم أن هذا الأمر لا يهمهم إطلاقا لكنهم يدركون أن العزف على المشاعر وإثارة الأحقاد هو طريقهم نحو زعزعة ولاء المواطن لوطنه.
لكن كما أن لكل شيء في هذا العالم وجهين حسنا وقبيحا، فالحسنة الوحيدة لمثل هذه الهاشتاقات الخبيثة أنها كشفت عن مدى اعتزاز المواطن السعودي بوطنه وعشقه له وعدم انطلاء حيل هذه الأفاعي عليه، نعم كلنا كمواطنين ندرك أن هناك قصورا في بعض الأجهزة والوزارات الحكومية التي تمس مطالب المواطن المباشرة وعدم قيامها بدورها بشكل كامل كما هو الحال حتى في أكثر الدول تقدما، لكن حين يمر الوطن بظروف ما يجب أن يؤجل المواطن كل مطالبه ويسند وطنه، ولا يكون جسرا تزحف فوقه الأفاعي لتصل إلى مبتغاها في نشر الكراهية والفتن، وبث الفرقة وزعزعة الأمن. واجبنا كمواطنين في هذا الوقت أن نقف مع الوطن وكل منا ممسك بيد الآخر بغض النظر عن الطائفة والقبيلة واللون والمنطقة والمنصب، لو سألت لاجئا ما الذي تحلم به لقال لك فورا: أن أعود إلى وطني. كل أحلامك ستموت حين تغادر وطنك .. ستصبح بلا حلم وبلا وطن # ما فائدة حلمك بمنزل تمتلكه وأنت لا تمتلك وطنا؟ # كيف تمنح الأمان لأطفالك وأنت قد فقدت وطنا كان يشعرك بالأمان؟ # وطنك يعيش داخلك.. فكل ذكريات طفولتك ومدرستك وشبابك وأسرتك وحارتك وجيرانك وكل أحداث مرت عليك عشتها فيه..! # كل شيء نستطيع أن نجد له بديلا إلا الوطن فحين نفقده.. سنفقد أنفسنا! # لا شيء يضاهي رائحة حضن الأم إلا حضن وطن تشعر بالحنين لرائحته! لنكتب معا في هاشتاق الوطن "أرواحنا فداك يا وطني وربي يحميك".