الحفلات والتفاعل المجتمعي
حديث أمس يستمر حول كيفية تنفيذ الحفلات التي تقيمها المدارس والمجموعات الطلابية عند تخرج أبنائها وبناتها أو انتقالهم لمرحلة تعليمية أعلى.
مشاركة الطلبة المتفوقين أفراحهم أمر مهم درجت عليه أغلب المنشآت التعليمية منذ زمن غير قصير، ولعل أهم الحفلات هي تلك التي تشجع الإبداع والتفوق بل إنها يمكن أن تكون الأقدم. يمكن أن تنتشر حفلات المتفوقين على كل المستويات لتعزيز التنافس الشريف وتأكيد اهتمام المدارس والأسر.
يأتي في المقام التأكيد على التشجيع والتحميس لهؤلاء المتفوقين من خلال تقديم ما يسهم في دعم تفوقهم من الهدايا والاهتمام بحل ما يواجهونه من صعوبات قد تؤثر في تقدمهم العلمي. شكا لي أخ عزيز بساطة حفل أقيم لتكريم المتفوقات في عاصمة البلاد. كانت الهدايا عادية ومجردة من القيمة المادية والمعنوية. هذه الإشكالية يمكن أن تحلها عمليات الدعم المادي التي تقدمها الشركات لمجهود الأسر في تربية الأبناء والبنات وتلك التي تقدمها المدارس التي تستقطب المبدعين وتضاعف فرص تمكينهم من الإبداع والتميز.
واقع حالة الشاكي هي أن شركتين من كبريات شركات البلاد رعتا الحفل الذي حضرته حرمه، لكن الشركات لم تقدم ما كان مأمولا منها في حفل تكريمي كهذا لفئة مميزة من الطالبات. الواقع أن أغلب الطالبات كن من أسر من ذات المستوى تحت المتوسط، وقد تكون الهدية أو الجائزة التي تقدمها الشركة مساهمة في تسهيل حياة الطالبة، بما يمكن أن يميزها بين قريناتها علميا.
خلاصة القول إن تلك الحفلات التي نتحدث عنها اليوم يجب أن يعاد تنظيمها لتكون في مستوى دعم التميز والتفوق، وتبتعد عن البذخ المبالغ فيه وتكون ذات أهداف سامية وبمستوى الحدث وأبطاله. عندما نتمكن من رسم هذه المعادلة تربويا واجتماعيا ونسمح لكل المشاركين والمهتمين بأن يصبحوا أصحاب مصلحة في تنظيم وإنجاح العمل، سنكون حققنا الهدف الذي يربط الطالب بمدرسته ويؤكد أهمية العلم والاستزادة منه.
يضاف لكل هذا العناية بكل أطياف الطلبة والطالبات، وجعل الحفل وسيلة لحل الصعوبات التي قد تواجه البعض ليكون حفلا يسعد فيه الجميع. هنا يتحول الحفل الختامي للعام الدراسي إلى مكون داعم للعملية والتربوية والأهداف المهمة التي تتبناها المدرسة، كما هو حاصل اليوم في الجامعات على مستوى العالم.