«حساب المواطن» .. والعادات الجديدة «2»

في مقالي السابق كتبت عن بعض المفاهيم التي يجب أن نعيد صياغتها من جديد لتتناسب مع الظروف الاقتصادية المتغيرة التي لا يمر بها وطننا فحسب بل العالم بأكمله، وإحلال عادات جديدة تسهم في الموازنة بين المدخول الشهري للأسرة ومتطلباتها، وتسهم كذلك في برمجة عقول أفرادها على مفهوم الادخار الذي مع الأسف لا يتم غرسه منذ الصغر!
من العادات الجديدة التي ستعزز الادخار وتسهم في عدم مرور الأسرة بمطبات مادية تضطرها للاستدانة:
ـــ عدم الانجراف وراء الكماليات، لأن ذلك أكبر مسببات الهدر المادي لميزانية الأسرة وخاصة حين يتعلق الأمر بـ "الماركات" والمظاهر والتباهي، وهنا يأتي دور الأم في جعل نفسها قدوة لبناتها وأبنائها بعدم اللهث في الأسواق وشراء كل موديل جديد من الملابس والحقائب والأحذية وأدوات التجميل، وكذلك عدم التوسع في شراء أجهزة كمالية قد تركن فوق الرف لشهور متتالية دون استخدامها، وكذلك التسابق لشراء الأجهزة الذكية فور صدور النسخ الجديدة منها وقس على ذلك كل الأمور الكمالية التي "تهد" الميزانية بشكل كبير!
ـــ من العادات التي يجب تغييرها "هوس" الأكل في المطاعم، وهي من أسوأ العادات الاستهلاكية التي تسببت في نفور أفراد الأسرة من طبخ المنزل الصحي النظيف واعتيادها على وجبات الـ fast food رغم أضرارها الصحية، كما أن فاتورة الأكل بشكل أسبوعي في المطاعم تؤثر بشكل كبير في ميزانية الأسرة، فضلا عن الوجبات شبه اليومية للمراهقين الصغار. هنا يأتي دور الأهل في ضرورة تغيير العادات من خلال وضع القوانين الجديدة ووقف الهدر المالي لميزانية الأسرة بالالتزام بصنع الوجبات اليومية بشكل اقتصادي لا يزيد على الحد الاستهلاكي داخل الأسرة، وغرس مفهوم تقدير النعمة في عقول الأبناء بأساليب وأفكار مختلفة، وطرح فكرة الأكل في المطعم بشكل شهري وليس يوميا أو أسبوعيا، وقد تواجه الأم معارضة من قبل الأبناء في بداية التغيير وهذا أمر طبيعي ولكن بالحوار والحب والتصميم ستنجح، قبل أن تتحول بطون أبنائنا إلى مقابر للميكروبات!
ـــ أيضا غرس المسؤولية سيجعل الأبناء في تحد مع أنفسهم لإثبات قدرتهم، حين يقوم الأب أو الأم بتحديد مصروف أسبوعي معين ودفعه لكل واحد من الأبناء عند بداية الأسبوع مع عدم التدخل العاطفي إن نفد المصروف قبل نهاية الأسبوع، بذلك هو لم يعهد له بالمسؤولية المادية فحسب بل أسهم في حثه على التفكير الاقتصادي بشكل منطقي!
ـــ أما الاقتراض للسفر سنويا فهذا وحده طامة!
كثير من العادات الجديدة ستسهم في جعل حساب المواطن وسيلة ادخار رائعة لو نجحت الأسرة في تغيير عاداتها الاستهلاكية. الأمر يستحق التفكير!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي