«حساب المواطن» .. والعادات الجديدة «1»
يتخوف كثير من المواطنين من رفع الدعم الحكومي عن الطاقة والكهرباء بالرغم من وجود تعويض رافد وهو حساب المواطن، الذي سيوفر الدعم المادي للمواطنين، لكن استماع كثيرين لأصوات المرجفين، التي تتعالى من هنا وهناك وتصور الوضع بشكل سوداوي مخيف، يذكرني بخوف بغض الأطفال المستجدين في الصف الأول الذين يتمسكون بأثواب أمهاتهم حين ينتهي الأسبوع التمهيدي ويحتاجون إلى وقت غير قصير حتى يعتادوا على أجواء المدرسة لكنهم في النهاية لا يعتادون فحسب، بل يتفوقون ويعشقون المدرسة نفسها!
ــ حساب المواطن فرصة عظيمة لإعادة غرس كثير من المفاهيم في عقول أبنائنا وتقييم عاداتنا المعيشية، التي يتناقض عديد منها مع ميزانية الأسرة ويحول بينها وبين الادخار وقبلهما الموازنة بين المصروفات والراتب نفسه، لكن ببعض الطرق البسيطة والفعالة تستطيع أن تخفض كثيرا من فواتيرك عند رفع الدعم إلى تلك الدرجة، التي قد تستغل فيها الدعم المادي، الذي سينزل في حساب المواطن لادخار بعض منه.
ــ اجلس مع أبنائك وحاورهم عن التغيرات التي ستحدث في الفواتير، واستمع لأفكارهم عن طرق ترشيد الكهرباء والبنزين والماء وغيره، ثم اعقد معهم اتفاقا بالتعاون للترشيد مثلا كتعويدهم على إغلاق أنوار الغرف والممرات التي لا يوجد فيها أحد، وإغلاق التكييف عند الخروج من الغرفة، وإيجاد طرق اقتصادية للحد من الإسراف في الماء، وكذلك التقليل من الكماليات والطلبات غير الضرورية، وفي نهاية الشهر راجع فواتيرك معهم إن كانت منخفضة فامنحهم تحفيزا ماديا يغريهم على الاستمرار في الترشيد وشهرا تلو الآخر سيتحول الأمر إلى عادات وعندها ستكون قد نجحت في تغيير مفاهيمهم المغلوطة السابقة حول عدم العادات غير الواعية.
ــ تغيير عادات شراء "مقاضي" البيت، فكثير منا يذهب للسوبر ماركت دون قائمة شرائية، ولذلك يبدأ في تعبئة العربة بكثير من الأغراض المعروضة على الأرفف، سواء التي يحتاج إليها أو التي لا يحتاج إليها، وعند المحاسبة يفاجأ بالمبلغ المطلوب، وللأسف كثير من هذه الأغراض يصيبها التلف وربما ينتهي تاريخها قبل الاستفادة منها، وهنا ينبغي أن يحدث التغيير، وأيضا شارك أبناءك من خلال التحاور معهم عن الاحتياج الحقيقي للمنزل والمطبخ والأغراض، التي يمكن الاستفادة منها جديا، ثم ابدأ في التطبيق العملي واصحبهم معك للسوبر ماركت، ولا تشتر إلا الموجود في القائمة فقط، مهما ألحوا عليك، هنا سيدركون قيمة ما اشتروه وسيحرصون على الانتفاع منه.
وخزة
يقول الفيلسوف لاوتسو "راقب أفكارك لأنها ستصبح كلمات راقب كلماتك لأنها ستصبح أفعالا راقب أفعالك لأنها ستتحول إلى عادات راقب عاداتك لأنها ستكون شخصيتك".
نكمل المقال القادم..