لتتفوقوا .. توسدوا كتبكم

فقط دعه يغفو قليلا لكي يحدثك عن ماضيك بكل تفاصيله وحاضرك ومستقبلك يقال إنه "أقوى رجل قرأ الطالع على مر التاريخ" لكنه ليس كغيره من قراء الطالع والمتنبئين، حفظت له أكثر من 14,306 قراءات نفسية أو نبوءات كما يسميها البعض في أرشيف رابطة البحوث والتنوير ( أيه آر آي) في فيرجينيا بيتش - ولاية فيرجينيا الأمريكية شملت جوانب متعددة منها التنبؤ بوقوع الحرب العالمية الثانية وباغتيالات رؤساء مثل حادثة اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي وما سيكون عليه مستقبل الطب وما يتعلق بنهاية العالم وحتى عن قارة أتلانتس وحادثة انقلاب قطبي الأرض التي حصلت في الماضي. وأكثر ما يميز قدرات عالمنا الغريب "إدجار كايسي" المزعومة هو طريقة تشخيصه للأمراض وعلاجها عن طريق الدخول في حالة الغفوة أو التنويم المغناطيسي الذاتي ومن ثم القراءة.
بدأت قدرات كايسي تظهر منذ سن صغيرة جدا، حيث كانت أحلامه ورؤاه مختلفة عن باقي أقرانه في بلدته الريفية في ولاية كنتاكي. وفي سن الـ13 غلبه النعاس فسقط رأسه على كتاب الإملاء وعندما امتحنه والده في وقت لاحق، تمكن إدجار من تهجي كل كلمة في الكتاب، حتى إنه كان يعرف رقم الصفحة التي توجد فيها. في تلك اللحظة علم الأب بموهبته حيث قال: "كل ما كان عليه هو أن ينام فوق كتبه ليلا، ثم يصبح مُلما بكل ما فيها بسرعة كبيرة سواء أكانت كتب القراءة أو الرياضيات أو التاريخ أو أيا كان، وقد أصبح طالبا استثنائيا بدلا من أن يكون طالبا متوسطا". لذا توسدوا كتبكم فالامتحانات على الأبواب!
لم يفرح طويلا بقدراته فبعد فترة من عمره فقد النطق بشكل مفاجئ ولمدة عام عجز الأطباء عن معرفة أسباب حالته أو علاجها، وكحل أخير أقنعه والده بالذهاب لمختص بالتنويم المغناطيسي غرق "إدجار كايسي" في نوم عميق وعندما استيقظ أدهش الجميع! بدأ إدجار بالكلام وقال نعم نحن يمكن أن نصاب بحالة انقباض في الحلق ومن ثم ينقبض تدفق الدم لذلك يجب علينا محاصرته" وكانت البداية الحقيقية لقدراته!
ولكنه بعد فترة أصيب بخيبة أمل فالناس أصبحوا يسألونه عن كل شيء وعجز أن يجاريهم، لذا تخلى كايسي عن قراءاته النفسية، وتزوج وانتقل إلى ولاية ألاباما حيث عمل كمصور. وأنجب ولدين هما "إدجار إيفانز" و"هيولين". وعندما أصبح "هيولين" في الثامنة من عمره، أصيب بجروح خطيرة جراء انفجار في غرفة تحميض الأفلام وقرر الأطباء استئصال عينه ومن المرجح أن يفقد بصره تماما! فماذا فعل إدجار؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي