أولوية الملك .. خدمة الإسلام ورعاية المسلمين

لا يمر عام إلا وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يقدم مبادرة أو يقوم بتحرك، أو يرعى حراكا، أو يدعم نشاطا، أو يطور برنامجا، أو يفعل مشروعا، وكلها تستهدف خدمة الإسلام والمسلمين. والملك سلمان يقوم بذلك في الواقع منذ عقود، وفي مواقع المسؤولية التي تبوأها. وهو ينطلق في ذلك، من ثوابت قامت عليها المملكة منذ نشأتها، وتتمحور حول الدين الإسلامي الحنيف، بتسامحه وعطائه ورأفته وإنسانيته وتعاليمه التي جاء بها للبشرية جمعاء رسول الإنسانية محمد ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ. وبات إبراز الحقائق عن هذا الدين العظيم أمرا أكثر من ضروري في وقت تحاول فيه تنظيمات وعصابات وميليشيات إجرامية ـــ إرهابية اختطاف هذا الدين، وصبغه بما لا يليق به، بل بما لا يتفق مع تعاليمه وقواعده وإرشاداته.
الملك سلمان الذي تسلم جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام هذا العام، لا ينظر إلا إلى أجر واحد من الله ـــ عز وجل ـــ وهل هناك أهم وأعظم وأقوى من هذا الأجر؟ وخادم الحرمين الشريفين يهتم بخدمة الدين الإسلامي من مداخل عدة، أبرزها خدمة المسلمين أنفسهم، والتخفيف من مصاعبهم وتوعيتهم، وتنمية دورهم في الحضارة الإنسانية. إنها منظومة اهتمام متكاملة، لا تختص بالحاضر فقط بل تستهدف المستقبل أيضا، خصوصا مع تعرض هذا الدين للعدوان تلو الآخر، ومحاولات تشويهه، بل النيل من المسلمين أنفسهم، بسبب الأكاذيب التي يروجها أعداء الإسلام من بعض من يحسبون على الإسلام، ومن غيرهم أيضا، ومن أصحاب أجندات الخراب والتدمير والعودة إلى الوراء قدر الإمكان.
في ظل هذا المشهد، تأتي خدمة الإسلام والمسلمين برؤية وحراك خادم الحرمين الشريفين كمحور دائم، سواء من خلال خدمة الحرمين الشريفين التي يتشرف الملك بموقعه كخادم لهما، والاهتمام الواسع بالسيرة النبوية العطرة، بما في ذلك دعمه اللامحدود لمشروع الأطلس التاريخي لهذه السيرة، فضلا عن إنشائه مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية في المدينة المنورة لحفظ التراثين العربي والإسلامي، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وسعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها الأمتان الإسلامية والعربية. وهذه الأخيرة وحدها، وفر الملك سلمان لها كل الأدوات اللازمة، منطلقا من مبدأ وحدة الأمتين العربية والإسلامية، وتفعيل دورهما على الساحة الإنسانية ككل.
لا توجد فكرة تصب في مصلحة ما سبق، إلا ويتقدم خادم الحرمين الشريفين لدعمها، ويرتفع دعمه في أوقات الأزمات سواء تلك التي نالت من الإسلام أو التي تستهدف المسلمين أنفسهم، خصوصا في السنوات القليلة الماضية التي اشتد فيها هذا الاستهداف الإجرامي بأشكال مختلفة. والملك سلمان لا يقبل بالحلول الوسط في هذا الخصوص، ومن هنا نرى النتائج الإيجابية الكبيرة لكل الحراك الذي يرعاه ويدعمه ويوفر له البيئة المناسبة لتحقيق أهدافه. خدمة الإسلام ستظل الهدف الأول لخادم الحرمين الشريفين، وهو في الواقع يواصل استراتيجية عظيمة كلفت المملكة نفسها بها، لأسباب عديدة، من أهمها أنها تتشرف بأنها مهبط الوحي الكريم، وأنها تلقائيا راعية للإسلام والمسلمين، وأنها (المملكة) بلد محوري إقليميا وعالميا.
إنها واجبات السعودية التي ألزمت بها نفسها، وستواصل تأديتها في كل الظروف، لتصل إلى الأهداف المنشودة كلها دون استثناء. وإذا كانت المملكة تلتزم بواجباتها الدنيوية بصورة تثير إعجاب العالم، فكيف الحال بالتزامها بواجبها السماوي العظيم!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي