الخليج والأثر الحضاري

تتفاوت التغيرات التي شهدتها المجتمعات العربية. أزعم أن تجربة المملكة ودول الخليج العربي مع التغيير شهدت قفزات مشهودة. حدث ذلك دونما حاجة إلى ثورات وانقلابات وإراقة دماء. على العكس من ذلك، فإن دول الثورات والانقلابات، شهدت تراجعات شديدة في حجم التنمية والتطور.
حجم المنجز في المملكة ودول الخليج كبير جدا. يشعر بذلك الخصم قبل المحايد المنصف.
عندما تتجول في العالم العربي، تجد دولا تمتلك ثروات تضاهي ثروات المملكة والكويت والإمارات وقطر. ولكنك تجدها تعيش في حالة غياب للتنمية الثقافية والفكرية والاجتماعية. لا جدوى من تسمية هذه البلدان فهي معروفة.
الذين ينسبون التخلف إلى الجزيرة العربية يعيشون وهما تؤججه العنصرية والطروحات التي تغيب عن الوعي. كثيرون كانوا يعيشون هذا الوهم. ولم تتغير رؤاهم، ولن تتغير، لأنهم لا يرغبون في رؤية هذه الحقيقة. ولا يرغبون في إعادة قراءة التاريخ بمعطياته الدقيقة.
من المؤسف أن هؤلاء ما زالوا يرددون هذا الهراء عبر فضائيات وصحف لا تأثير لها.
لقد كانت الجزيرة العربية لاعبا رئيسا في الحدث الإنساني العالمي، وقد أشارت كل الكتب السماوية بهذا التأثير، ثم جاءت الاكتشافات لتؤكد ما هو مؤكد، فالعرب في الجزيرة العربية كان لهم دور في توجيه دفة الحضارة وصناعة التاريخ في عصور ما قبل الإسلام وقد تعزز ذلك في العصر الإسلامي، حيث كانت قوافل العرب نواة صناع الحضارة الإسلامية التي امتد تأثيرها الإنساني والثقافي والحضاري إلى مختلف أرجاء العالم الإسلامي.
وهذا التأثير لا يزال مستمرا، والمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي عامل مهم في استقرار المنطقة والعالم.
العداء للجزيرة العربية ليس جديدا، لكنه اليوم يسعى لحشد أكاذيب وشائعات تدحضها الحقائق على الأرض.
لقد استفادت المملكة ودول الخليج العربي من خيرات الأرض في بناء بلادها وإنسانها. ويكفي أن تنظر إلى تأثير الرياض في إيقاع السياسة العربية والعالمية. هذا نموذج تتحاشاه عين الحاسد والحاقد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي