بداية امرأة (2)

في مقالي السابق حدثتكم عن امرأة ظنت أن حياتها انتهت حين تزوج عليها زوجها لأنها عاقر، واليوم أكمل لكم قصتها الملهمة التي تبعث من خلالها رسالة بأن لا تترك للآخرين حرية قيادة حياتك إلى حيث يريدون!
تقول حين رأيته وخلفه تسير زوجته وهي تحمل طفلهما بين يديها أغمي علي وأصبت بانهيار عصبي وتم نقلي إلى المستشفى، وحين فتحت عيني كان شقيقي يجلس عند رأسي أما زوجي فلم أره خلال وجودي في المستشفى إلا مرة واحدة قال فيها لشقيقي (دلع حريم ، بكره تتعود وتصير هي وضرتها مثل الأخوات). خرجت من المستشفى إلى بيت شقيقي ، وبدأت في عملية تقييم شاملة لحياتي مع زوجي فاكتشفت أنه لا يتمتع بمميزات تدفع أي امرأة للتشبث به كما فعلت ، بالعكس كان جلفا، ومنعدم المشاعر، وكان يتلذذ بإهانتي وزرع إحساسي بالذنب تجاهه.  لم يكن يمتلك ذرة رجولة ولذلك استغل ظروفي ليبتزني ماديا ويرهقني عاطفيا ونفسيا. قررت أن أطلب الطلاق وأبلغته بقراري فصعق تماما كيف لتلك الزوجة العاقر الضعيفة أن تمتلك فجأة هذه الثقة والجرأة ، رفض رفضا قاطعا فأنا بالنسبة إليه خزانة بنكية متنقلة ، رفعت عليه قضية خلع ورددت  له مهره سبعين ألفا، وطالبته بإرجاع منزلي والسيارات والمال الذي تسلفه مني بحجة المشروع  لكنه تزوج به، فأنكر حقوقي فدعوت الله أن لا يهنأ به. وكانت هذه هي آخر مرة رأيته فيها وعلمت فيما بعد أنه أصبح مقعدا ولم يرزق بغير ابنه!
استعدت ثقتي بنفسي وعلاقاتي الاجتماعية وركزت في عملي وبدأت في استقبال أنفاس الحياة كطفل يتعلم المشي لأول مرة . ومرت السنوات وتقدم لخطبتي دكتور أرمل يعمل معي في المستشفى ولديه أربعة أبناء ، فعوضني ربي خيرا بزوج أشعرني بقيمة وجودي في حياته وأغدق علي مشاعر الحب والاحتواء وبأبناء رائعين حين يقولون لي (يمه) أشعر أن العالم بأسره يتراقص فرحا داخل قلبي!
_ أردت أن أتشارك قصتي مع القراء لعلها تشعل قنديلا انطفأ داخل روح أحدهم فلم يعد يتبين طريقه في الحياة. من أغبى القرارات التي قد تتخذها هي منح الآخرين أحقية إدارة حياتك ظنا منك أنك لا تمتلك القدرة على ذلك، ومن أقسى الأمور أن تسمح للخوف بالتمدد في عقلك والسيطرة على تصرفاتك ومشاعرك، ليس خطأ أن تقع وتتعثر وتفشل وتخفق بل الخطأ أن تعتقد أنك لا تمتلك القدرة على الوقوف مرة تلو الأخرى!
_ شكرا لصاحبة القصة التي أصرت على مشاركتنا قصتها الجميلة.

وخزة
يقول جودروسكي ( الطيور التي تولد في القفص تعتقد أن الطيران جريمة).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي