الكون ينطق

الكون ذلك الفضاء الفسيح، تشغلنا أنفسنا وهمومنا عن مراقبته والتفكر فيه، وحتى عندما نتذكر ونرفع رؤوسنا للسماء للأسف لا نجد إلا ظلمة حالكة تمنعنا من التفكر في آيات الله بعد أن طغت الأنوار الاصطناعية فلم نعد نشاهد النجوم في السماء، افتقدنا الحوار معها، فعندما كنا صغارا كنا نحلم بأن نمتطي النجوم ونرحل معها ونحل أينما حلت، بريقها من بعيد يغري الشعراء في نظم قصائدهم فما بالك بالعلماء،!!
ففي كل يوم يولد 275 مليون نجم في هذا الكون الذي يحوي 100 مليار مجرة مجرتنا نصيبها ثلاثة نجوم تقريبا كل عام، ولك أن تتخيل أن هذه النجوم والمعادن لا تشكل سوى 1 في المائة من مكونات الكون بينما 73 في المائة منها عبارة عن طاقة مظلمة (شكل من أشكال الطاقة الافتراضية) تملأ الفضاء وتملك ضغطا سالبا معاكسا للجاذبية وهو ما يجعل الكون في تمدد دائم، قال تعالى: (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)، وهذا ما أثبته العلماء بناء على (نظرية دوبلر) عندما حللوا الضوء الصادر من النجوم البعيدة، وكانت المفاجأة التي أذهلت العالم بصدور ضوء أحمر يدل على ابتعاد النجم باتجاه الموجات الطويلة وكأن الموجات تمتد!!
هناك حقائق ومعلومات غريبة ومثيرة يكشفها لنا علماء الفضاء والفيزياء كل يوم بعضها جديد وبعضها يصحح معتقدات قديمة، هل فكرت يوما إذا ما كان للكون رائحة؟ وإذا كان فما رائحته؟!
يذكر رواد الفضاء الذين قاموا بالسفر للفضاء الخارجي ودرسوا التركيبات الغازية خارج الكرة الأرضية أن للفضاء رائحة اللحم المحروق مختلطة برائحة المعادن وما يشبه أبخرة اللحام!!
ولكن الغريب أن مركز المجرة تختلف رائحته عن باقي الأماكن، فقد وجد العلماء أن هناك تركيزا عاليا لمادة (إيثيل فورميت) وهي المادة التي تمنح التوت رائحته المميزة!! بينما يتميز كوكب زحل بحلقاته التي تحيط به وتعتبر أكثر البنى الكونية تسطحا؛ فحلقاته تمتد قرابة 300 ألف كيلو متر بسماكة لا تزيد على عشرة أمتار فقط!
وفي هذا الجو ونحن نسعد بقطرات المطر ورذاذه الذي يبعث الأمل في النفوس ومكونه الأساسي الماء وإن طرأ عليه تغيير يتحول إلى زخات من البرد، أما الكواكب الأخرى فتمطر سماؤها بأمطار تدعو للعجب فكوكب الزهرة مثلا تمطر سماؤه حمض الكبريتيك - أجارنا الله.
وفي أحد الكواكب التي لم تسمَ بعد وتتخذ الرقم (HD 189733b) وهو أول كوكب من هذا النوع يكتشف خارج المجموعة الشمسية فتمطر سماؤه قطع زجاج، أما نيبتون فأعتقد أننا كلنا بعد معرفة هذه المعلومة نريد أن نعيش هناك فسماؤه تمطر ألماسا، أما كوكب أوجيل فمطره حديد - عياذا بالله!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي