من السبب؟

تناولت قضية الطلاق والرؤى المختلفة تجاهها في المجتمع. تلكم نتيجة واضحة لما يعيشه مجتمعنا من التباعد المستمر بين مكوناته لأسباب مختلفة أعتقد أننا تجاوزنا فيه الحد المعقول. فالأسرة التي كانت تجتمع لأكثر من عشر ساعات في اليوم لم يعد بينها أي تواصل، وإن حدث فهو لا يتجاوز الدقائق في اليوم.
سيطرة وسائل اللهو والمضيعة التي كنا نسخر من سيطرتها، وأصبحت شاغلة الكبار بعد أن كانت حكرا على الصغار، هي الأخرى زاحمت الاستراحات والمقاهي والخلاء على العلاقات الاجتماعية التي يعيش فيها كل جنس مع شاكلته وينسى زوجته وأهل بيته. هل التباعد هذا سبب لما نشاهده من هروب واضح من الأبناء والبنات من مفهوم الزوجية وتحمل الأعباء أم أنها جزء من منظومة كبيرة من الإسقاطات والآثار الناجمة عن التحول العجيب في هذا المجتمع.
على أن من المهم أن نعيد دائما التذكير بحقوق المرأة خصوصا عندما يتعلق الأمر بالطلاق الذي تميل كفة أغلب من يحكمون فيه لمصلحة الرجل، وهو الأمر الذي يجعل كثيرين يبقون النساء على قائمة انتظار القرار المحتوم والوقت المناسب للزوج، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمن يماطلون في سبيل الحصول على المال مقابل القرار الذي تنتظره الزوجة بسبب ما تعيشه من مأساة.
ثم تأتي قضايا الحضانة والخلافات التي تظهر معها ومحاولات الإساءة للجميع من قبل الجميع، كل هذا أصبح من المعلوم لدى الجميع، وفي مجتمع يعتبر متحفظا جدا، تحاول الأسرة أن تبقي سمعتها دون تلطيخ خصوصا أسرة المرأة التي يمكن أن يسيء لها أي قول أو شائعة من الطرف الآخر وتلكم عندنا تنصرف على المرأة وعلى كل أسرتها وتتفاعل معها مصادر المعلومات التي تسعد بسماع قصص الخلافات الزوجية وتضع المرأة دائما في قفص الاتهام.
خلال هذه الفترة تظهر مهام لجان إصلاح ذات البين، وهي ذات هدف سام يحاول أن يعيد المياه لمجاريها، وقد تفلح كثيرا في حالات خصوصا تلك التي يكون فيها التواصل محدودا أو مقطوعا بين الطرفين.
تبقى حالة مهمة جدا وهي ما تفعله أغلب المحاكم عندما تصدر صكوك الطلاق وفيها تعتمد على رأي الرجل وما يقوله باعتباره حجة ولا تعطي المرأة حقها في الدفاع عن نفسها أو تبرير موقفها أو ذكر أي شيء يتعلق بهذا الطلاق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي