القمر في الحضيض
هل شعرت بأي تغيرات في جسمك أو تفكيرك؟ وهل جفاك النوم ليلة الرابع عشر من نوفمبر مساء الإثنين الماضي؟
هل ورد أي خبر عن أعمال عنف؟ أو هل اشتكى أطباء الطوارئ من كثرة المراجعين تلك الليلة؟
ما سر تلك الليلة؟ وهل هي ليلة مشؤومة كما يروج المنجمون؟
كان مساء الإثنين مساء هادئا وليلة من ليالي الشتاء اللطيفة، زينها القمر بوجهٍ له غير عادي، كان أكثر بريقا بـ 30 مرة، وأكبر حجما بـ 14 في المائة، وازداد جمالا في ظاهرة تسمى (القمر العظيم) والسبب يعود إلى اكتمال القمر ووجوده في نقطة قريبة جدا من الأرض بسبب مداره البيضاوي حولها، وتراوح مسافة القمر إلى الأرض كل شهر تقريبا بين 360000 كلم و4100000 كلم، وعندما يكون في أقرب نقطة يتحول إلى كرة من نور تزين سماء الأرض!
ما جعل هذه الظاهرة استثنائية ولا يشبهها إلا ما حدث في يناير عام 1948، رغم تكرار حدوثها من أربع إلى ست مرات في السنة الواحدة، هو اكتمال القمر وحدوثها في الشتاء، حيث تكون الأرض في أدنى نقطة للشمس في ديسمبر من كل عام، ما يجعل جاذبية الأرض أقوى للقمر، فيزداد حجمه وبريقه، وأفضل وقت لمراقبة ومشاهدة القمر العملاق بعد الغروب عندها يكون منخفضا في الأفق، ما يزيد من الإحساس بضخامته.
هذه الظاهرة تسمى علميا بالحضيض القمري، والحضيض أقرب نقطة وصول للأرض، أما عن مصطلح "القمر العملاق" فالعالم والمنجم "ريتشارد نولي" وراء هذه التسمية التي أطلقها لأول مرة في عام 1979.
إذ يعتبر المنجمون هذه الظاهرة عبارة عن تحذير وإشارة للناس على حدوث أمور كارثية وبالغة الأهمية، قد يكون أحدها ارتفاع نسبة الجريمة، وتوافد أعداد كبيرة من المرضى للمستشفيات في تلك الليلة.
كما وجدت دراسة نشرت عام 2011 أن أكثر من 40 في المائة من العاملين في المجال الطبي يعتقدون أن هذه الظاهرة لها تأثير في السلوك البشري، حيث هناك نظرية تقول إن الماء في أجسامنا يتأثر بحركة القمر ويتحرك بطريقة المد والجزر نفسها، ما يجعل الشخص يقوم بتصرفات متطرفة!
لتأتي صحيفة "التيليجراف"، لتكشف أنه ليس لهذا القمر أي تأثير في السلوك البشري، حيث أجريت سلسلة من الدراسات أظهرت عدم وجود علاقة بين "القمر العملاق" والأحداث التي تقع، مثل ارتفاع حالات العنف ودخول المستشفيات والانتحار. ووفقا لـ "ناسا" لن نشهد قمرًا بهذا الحجم قبل 25 نوفمبر عام 2034.