أموات يرفضون الموت

لو قدر لك أن ترافق جثة أو أن تجلس بجانب ميت لا تهرب أو يصيبك الهلع عندما تراه يتحرك أو يصدر أصواتا فالموت لن يمنعه من ذلك!
بعض وظائف الجسم تستمر حتى بعد موته بدقائق أو ساعات وأحيانا أيام وقد تصل لأسابيع، قد لا تصدق ذلك، ولكن هذا ما يحدث بالفعل بشهادة ممرضات وأشخاص رافقوا الموتى لفترات طويلة!
فالدماغ يظل يعمل فعليا بعد الوفاة حيث تبدأ خلايا الدماغ تنشط للبحث عن الأكسجين والعناصر الغذائية للبقاء على قيد الحياة حين يتوقف القلب والرئتين عن العمل وكأنها غريق يبحث عن قشه ليتعلق بأطراف الحياة! وهذه الدقائق هي التي تمنح الأطباء أحيانا فرصة للحفاظ على حياة المريض وسرعة إنقاذه قبل مرحلة التلف الكلي، إنها (الدقائق الذهبية) ما لم يكن أجله قد حل!
والشعر والأظافر مثلا لو قمت بقياس طولها من المنبت للطرف ثم قستها بعد أيام من الوفاة ستتعجب حين تجدها طالت، هذا لا يعني أنها تنمو بعد الموت بل لأن البشرة بعد الوفاة تفقد رطوبتها وتتآكل فتبدو الأظافر وكأنها تنمو!
ومن الأجزاء الأخرى التي لا تموت مباشرة بعد إعلان وفاة الشخص جلده فتبقى خلاياه على قيد الحياة لأيام بفضل الخاصية الأسموزية أو التناضح، فالمناطق الجافة تستمد ماءها وغذاءها من المناطق التي تحتوي على كثافة عاليه من الماء والغذاء بسهوله ودون الحاجة لطاقة أو جهد!
ولا تصيبك الدهشة عندما ترى ميتا يتبول أو تخرج منه الفضلات على الرغم من أنها عمليات إرادية لا تحصل إلا بإرادة الشخص السليم، والموت يشبه إصابة الشخص ببعض الأمراض التي تتسبب في ارتخاء العضلات فيخرج منه البول دون أن يشعر، أما الفضلات والغازات فتخرج من الميت بسبب البكتيريا التي تحتل أمعاءه والتي تظل على قيد الحياة بعد وفاته وتمارس نشاطها في الهضم ما يتسبب في خروج الغازات والفضلات!
وقد تلد الحامل بعد وفاتها كما حدث فعليا عدة مرات عندما تترك جثة الحامل لبعض الوقت فتتراكم الغازات وتدفع الجنين للخارج!
وحافظ على هدوئك لو سمعت ميتك يئن! فهذا بفعل البكتيريا التي لا يتوقف عملها فتخرج ريح صوتها يشبه الأنين!
وحتى لو تحرك ابق ثابتا فعلى الرغم من موت الدماغ إلا أن هناك مناطق تبقى عاملة في الجهاز العصبي تتسبب في تحريك بعض أجزاء الميت كالصدر والأطراف لأنها تعتمد في عملها على إرسال إشارات للحبل الشوكي وليس الدماغ، فاحرصوا على الدقائق الذهبية.. فكم من ميت دفن حيا!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي