نظف جوالك
يؤدي الشعور الطاغي بالأمان عند كثيرين منا إلى إهمال قواعد مهمة في حماية الذات والأسرة والمجتمع وحتى الوطن بأكمله. هناك حالة من عدم الاهتمام سببها التركيز على المتعة والفائدة الشخصية أو الفوز بالسبق الإعلامي أو نشر معلومات عن وضع أو حادثة معينة.
يحاول كثيرون أن ينبهوا الناس إلى أن من حولهم، خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي، ليسوا جميعا على المبادئ والمفاهيم والاهتمامات نفسها, لكن يستمر الرفض من قبل آخرين لرأي المتحفظين, وتستمر النتائج السلبية لتصرفات هؤلاء في تذكيرنا بالخطر الموجود حولنا.
أعترض كثيرا على عمليات نشر مقاطع من مواقع الحد الجنوبي ومعي كثيرون, لكن يستمر بعض الأشخاص بالنشر دون النظر لخطر ذلك على قواتنا المرابطة في الحدود والعمليات التي تتم إدارتها هناك. لعل أهم عناصر النجاح في الحرب ضد الحوثيين هو المعلومة التي يفتقدها العدو بسبب الحصار المفروض عليه من الجو والأرض.
يتذكر الجميع ما ورد عن قيام شخص بإرسال إحداثيات مواقع معينة داخل المملكة ليقوم العدو بضربها, ونذكر – كذلك – أن أشخاصا آخرين كانوا يوجهون الرماية الحوثية بسبب وجودهم على أرض المملكة, وهذه مع سلوكيات البعض في نشر المقاطع المتعلقة بالقوات العسكرية مؤداها تكوين خطر جسيم على قواتنا ووطننا.
هذه حالة واضحة ويعلمها أغلب من يتعاملون مع وسائل التواصل, بل إن كثيرا من المغرر بهم من شبابنا يقعون ضحية الاستدراج من قبل مواقع تستهدف الوطن أو المواطن سواء بعمليات التجنيد أو توجيه العملاء أو الاستغلال المالي والجسدي وغيرها من الأعمال كثير.
هنا تبرز أهمية التعامل المباشر مع الناس والحذر من أغلب ما يصلنا من الإيميلات أو محاولات التعارف أو طلبات نشر المعلومات والمقاطع. كلما كان الشخص غير معروف لديك فاحتمال وجود خطر منه قائم لا محالة, وكثير ممن يمتهنون الأعمال العدائية في الإنترنت يعمدون إلى تكوين علاقات طويلة الأجل قبل أن يشرعوا بتنفيذ مخططاتهم.
هنا يأتي دور المستخدم الواعي والمتحفظ الذي يستطيع التفرقة بين ما يقال وما لا يقال, وما يعرض وما لا يصلح للعرض والمشاركة, وعلى القاعدة العامة فأنا أفضل ألا تكون هناك صداقات من أي نوع عبر هذه الوسيلة المجردة من المقابلة الشخصية ومعرفة من تتحدث إليه أو تتعامل معه ... وفي المجال مزيد من الكلام.