إجازة الصيف للطلاب بين الهدر والفائدة «1 من 2»
إجازة السنة الدراسية لهذا العام قد تكون أطول إجازة صيفية نعيشها، وفترة الإجازة بالنسبة لأبنائنا الطلاب والطالبات يجب ألا تكون فترة هدر وضياع من أعمارهم فالعمر الذي يذهب لا يعود ولا يعوض. ولذلك يحرص كثير من الأسر على تحقيق فائدة لأبنائها من هذه الفترة الحرة من خلال كسب مهارات ومعارف وترفيه وتخطيط لمستقبل ناجح. إحدى أهم العقبات أمام ذلك أن هذه الفترة تكون غالبا مدفوعة الثمن من قبل الأسر، وهذا يعني أن مقدرات الأسرة ومخصصاتها لمواجهة فترة الصيف قد لا تكون كبيرة أو تغطي فترة طويلة، لذلك يمر وقت طويل من هذه الإجازة دون فائدة للأبناء وهذا له مخاطر كبيرة على مستوى العائلة، والوطن بخصوص جيل الشباب.
كثير ما نتحدث عن فترة إجازة الصيف وارتباطها بالسياحة داخليا وخارجيا وكأن السياحة هي الحل الوحيد للقضاء على وقت الفراغ الكبير الذي يعانيه أبناؤنا وبناتنا. وحتى نعرف حجم المشكلة التي نعانيها يجب أن نتعرف على بعض الأرقام والإحصاءات التي تنير لنا الضوء على هذه القضية "رغم صعوبة الحصول على هذه الأرقام وتحديثاتها". عدد طلاب التعليم العام في المملكة يتجاوز 7.45 مليون طالب وطالبة (الهيئة العامة للإحصاء، 2015)، منهم ما يقارب 51 في المائة في المرحلة الابتدائية، وما يزيد على 24 في المائة في كل من المرحلتين المتوسطة والثانوية. وأن عدد المباني المدرسية المعطلة كامل فترة الصيف يتجاوز 34.8 ألف مدرسة ("الاقتصادية"، 2014). في المقابل فإن البيانات الإحصائية تتحدث عن أن عدد السياح السعوديين للخارج تجاوز 12 مليون سائح تقريبا بنهاية عام 2013 (السالمي، الجزيرة، 2015)، وأن إنفاق السياح السعوديين للعام ذاته بلغ داخليا ما يقارب 28 مليار ريال، وخارجيا 47 مليار ريال (مركز ماس، الوئام، 2014).
هنا أود أن أطرح مجموعة من التساؤلات التي أرى أنها تتواءم مع "رؤية المملكة 2030" التي أطلقتها الحكومة هذا العام من أجل بناء مستقبل المملكة وأجيالها الحالية والقادمة. كم مقدار الهدر في الوقت والمال الذي نواجهه في فترات الإجازات المدرسية الصيفية؟، وما دور وزارة التعليم والجهات الأخرى في بناء مستقبل الأبناء خلال هذه الفترات؟، ما الفرص التجارية والتعليمية والترفيهية التي نفتقدها خلال هذه الفترات التي تعود على أبنائنا بالفائدة، خصوصا إذا علمنا أن نسبة كبيرة من السياحة الخارجية تتوجه لدول تشترك معنا في كثير من الخصائص المناخية والبيئية؟ كيف يمكن أن نستفيد من هذه الفترات في بناء جيل واع، يستفيد من المناهج اللاصفية في بناء مستقبله؟ خصوصا إذا علمنا أن نسبة كبيرة قد لا تتمكن من الحصول على فرص للسياحة خارجيا أو داخليا، وغير هذا كثير من الاستفسارات.
كثيرة هي المخاطر المحدقة بالأبناء في فترة الصيف، التي قد تسهم بشكل سلبي في إهدار قدراتهم، أو إكسابهم بعض العادات السيئة ومنها الاتكالية، واللامبالاة وفتور الهمة ومنها التلفزيون، وشبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت، والشوارع.
لا شك أن مجتمعنا يزخر ببعض النماذج التطوعية أو المشاريع الربحية الصغيرة التي تهدف للاستفادة من فترات الصيف وإكساب النشء مهارات نافعة وتستحق الإشادة مثل برامج الأندية التطوعية، والمهارات التعليمية (وسأذكر بعض هذه النماذج على حسابي في "تويتر" @I_JoLc)، كما أن هناك عددا من البرامج الصيفية يمثل نماذج مكررة، أو مهدرة للوقت والمال (نتمنى حصرها بمشاركاتكم على وسم #الإجازة_الصيفية_للطلاب). لتكون مع الحلول مادة لمقال قادم بحول الله.