2030.. ليس أسطورة
في لقاء قناة العربية تسمر المتابعون ووسائل الإعلام المحلية والعالمية أمام شاشة التلفاز ينتظرون بشغف كشف التفاصيل عن الرؤية الوطنية لعام 2030 والتحول الذي سيحدث، وحين تحدث الأمير محمد بن سلمان بكل شفافية ووضوح عن هذا الحلم القادم بقوة ـــ بإذن الله تعالى ـــ لم أشك لحظة واحدة بحدوث ذلك.
من يقرأ التاريخ يدرك أن التغيير من أصعب القرارات التي قد تتخذها دولة ما أو شخص في حياته، لأنه ببساطة سيقابل من البعض بالتحطيم السلبي وعدم الإيمان بتحقيقه لأهدافه، أو بمقاومة التغيير لأن المتلقي النمطي يخاف من حدوثه ويفضل البقاء على الوضع الذي اعتاد عليه نفسه، أو لأن مصلحة البعض أن يبقى الوضع على حالته الراهنة لتحقيق أكبر مكاسب مادية غير مشروعة لمصلحته وأقصد هنا "أصحاب الفساد" الذين يرتعدون من أي تغيير قد يطيح بمطامعهم!
ـــ إشكالية التغيير تكمن في مدى تقبل العقول له والإيمان بأهميته، فالنمطية في التفكير والتخوف من التغيير لن تجعلنا نتقدم شبرا واحدا ومعظم شواهد التاريخ تخبرنا أن المتشائمين والنمطيين هم العراقيل الحقيقية لأي تحول أو تغير إيجابي تطمح إليه دولة أو إنسان!
ـــ في عام 1970 ألَّف الدكتور مهاتير محمد كتابه "معضلة الملايو" انتقد فيه الشعب الماليزي واتهمه بالكسل، ودعا لضرورة قيام دولة صناعية تنقل ماليزيا من إطار الدول المتخلفة إلى مصاف الدول المتقدمة، وتولى رئاسة وزراء ماليزيا عام 1981 ليبدأ في مسيرة إصلاح وتنمية شاملة للدولة، رسمها في خطة سميت 2020 وهو العام الذي اتخذه هدفا لوصول ماليزيا لمصاف الدول المتقدمة وأن تكون الدولة الخامسة في العالم. وقد حدث ما آمن به وأصبحت ماليزيا تعد من مصاف الدول المتقدمة بعد كل التخلف الذي كانت تعيش فيه!
ـــ الشيخ محمد بن راشد قال يوما "نريد أن نبني شيئا في مدينة دبي يراه الإنسان من القمر فقيل لنا احلموا يا عرب، لكن رغم ذلك سنبنيه"، واليوم جزر النخلة في دبي أصبح من الممكن مشاهدتها من القمر مثل سد هوفر في أمريكا وسور الصين العظيم!
سأكمل في المقال القادم عن الدور المنتظر منا ومن أجيالنا في هذه الرؤية الوطنية.
وخزة
يقول جيم رون "إذا لم تقم بتصميم خطة لحياتك، فمن المحتمل أنك جزء من خطة أحد ما، وخمن ماذا قد خطط لك؟ طبعا ليس الكثير"!