التدخين الواعي
لا تحاول أن تنصح صديقك أو قريبك بترك عادة التدخين، بل شجعه على التدخين، انصحه أن يدخن بتمعن وتركيز، دعه يستشعر طعم السيجارة في فمه ورائحة دخانها التي تعبئ المكان من حوله، اجعله يتمعن في طعم ذلك الشيء، الذي حاول مرارا وتكرارا الإقلاع عنه دون جدوى، انقله إلى عالم التدخين الواعي!
وإذا جاءك زميل يشتكي من زيادة وزنه، ورغبته في تخفيف الأكل والامتناع عن بعض الأنواع، لكنه لا يستطيع ويريد منك الدعم، كن عكس ما يتوقع، وانصحه أن يأكل بشراهة، دعه يرى مصير كميات الأكل التي تناولها، وأثر قالب الحلوى الذي التهم أغلبه، وكميات المشروبات الغازية التي تناولها لتساعده على هضم ما تناوله كما يظن، دعه يدخل عالم الأكل الواعي!
وإذا كان زوجكِ كثير الصراخ والغضب من أقل تصرف يقوم به مَن حوله، دعيه يصرخ ويصرخ، ويستشعر أثر غضبه وصراخه في جسمه وحباله الصوتية، ومشاعر المحيطين به!
لو وعينا وأدركنا بأنفسنا خطر عاداتنا السيئة التي نقوم بها، ونكررها آلاف المرات، مع عزمنا على تركها دون جدوى، وأصبحنا أكثر وعيا وفضولا لما سيحدث لنا، دون أن نضع اللوم على إرادتنا الضعيفة، لتمكنا من التخلص منها، فهذه العادات التي نتشبث بها نحن أوجدناها، دفعتنا إليها الرغبة، فقمنا بعملها لنحصل على المكافأة، ثم ندخل في دوامة تكرارها، حتى تصبح عادة!
مثلا ما يدفعك إلى تناول قطعة من الحلوى أو الآيسكريم رغم أنك تعاني السمنة هو شعورك بالسعادة، فالنداء الذي وصل إلى مخك ليس من مركز الجوع كما يجب، بل إشارة عاطفية، فالحزن الذي تعانيه حثك على تناول الحلوى لتشعر بالسعادة!
يقول الطبيب النفسي جودسن بروير، "نستطيع ترك عاداتنا السيئة والإدمان بكل أشكاله باستراتيجية بسيطة، تهزم رغباتنا وتقضي على عاداتنا السيئة، فتركك صديقك يدخن، بل حثك له على أن يتفاعل مع عملية التدخين، سيساعده على إدراك ما يحدث له، بدلا من أن يرغم عقله على التوقف فيرفض، ليحصل على المكافأة (الشعور بالسعادة)"، تقول إحدى المدخنات بعد أن جربت التدخين الواعي "أدركت أن التدخين تنبعث منه رائحة الجبنة الفاسدة، وطعمه مثل الكيماويات، إنه مقزز كريه"، لقد تأكدت من ضرر التدخين عليها بمجرد أن انتابها الفضول المعرفي، وتذوقت التدخين!