المشروبات والأطعمة القاتلة
نحو 3.5 مليون طفل يعانون السمنة في المملكة. ويبلغ عدد المصابين بالسكري قرابة خمسة ملايين ونصف المليون. الأرقام مخيفة، ونحن في المرتبة السابعة عالميا من حيث الإصابة بمرض السكري وهناك أكثر من 1.7 مليون مصاب باعتلال الشبكية الذي يعتبر من مضاعفات مرض السكري.
وتشهد عدة دول في العالم آخرها بريطانيا نقاش جاد يهدف إلى تقليل نسبة السكر المضاف للأطعمة بنسبة 40 في المائة بحلول عام 2020. وتحاول المبادرة البريطانية التي تدرسها وزارة الصحة هناك تقليل الإصابة بمرضي السكر والسمنة المفرطة، ومن مقترحاتها منع شركات الأطعمة السريعة من تجميل صورتها برعاية الفعاليات الرياضية، إضافة إلى تقنين ضريبة أعلى على السكر، والمنتجات المرتبطة به.
ما يجهله البعض أن السكريات تتغلغل في معظم أطعمتنا، وهي عنصر أساس في أزيد من 80 في المائة من الأطعمة. والمؤسف أن مطاعم الوجبات السريعة، وكذلك المشروبات الغازية، أصبحت تحاصرنا بشكل حاد، وهي تمثل الغذاء الأهم الذي تتناوله الأجيال الجديدة.
الحقيقة أنني لم أكن سعيدا وأنا أقرأ أن أكبر مصنع للمشروبات الغازية في العالم موجود في مدينة جدة. ولا أشعر بالفرح عندما أجد مطاعم الوجبات السريعة تتسابق على فتح فروع لها في كل حي وشارع.
الأمر يتطلب مع التوعية، جهودا من هيئة الغذاء والدواء من أجل إلزام الشركات بتقليص السكريات في المشروبات الغازية، والحد من انتشارها والدعاية لها، وينسحب هذا على شركات الوجبات السريعة، إذ من الضروري إلزامها بوضع تحذيرات من الإفراط في تناولها لأنها تهدد الصحة العامة.
وفي المقابل لا يسوغ أن تتنافس المطاعم على المستهلكين وتبالغ في إغراء المستهلك بالتخفيضات والعروض التي تلاحقهم حتى على لوحات الشوارع، في خرق واضح لاشتراطات المسؤولية الاجتماعية التي ينبغي مراعاتها في الترويج للمنتجات غير الصحية.
لقد أصبحت هذه الأطعمة والمشروبات الموبوءة مشكلة كل بيت، وعلى الأجهزة المعنية أن تساعد على تقليص أضرارها على الجيل الجديد.