تفاعل المناهج
أعجبني منظر أحد كتب المدارس في دولة خليجية يحتل غلافه صورة تمثل ما تواجهه دول المنطقة في اليمن. يحدث هذا ونحن لا نزال في قمة التعامل مع قضية الإرهاب الذي يحاول أن يحتل الدولة وينفذ فيها أجندات أجنبية. هذا النموذج الرائع للتفاعل مع الأحداث وتقريب المناهج من فكر وحياة الطلبة ومعيشتهم دليل على أهمية التفاعل المنطقي بين المدرسة وحياة الناس.
تعود الطلبة أن يقرأوا في كتب التاريخ أحداثا تجاوزها الزمن. بعضها قد لا يكون ذا معنى أو علاقة بما يعيشه الطالب وحتى ما سيعيشه ويواجهه في حياته المقبلة. هذا لا يعني أننا يجب أن نهمل الماضي بكل مكوناته ومواقفه وأحداثه، لكن مراعاة الواقع، تجعل المدرسة والوقت الذي يقضيه الطالب فيها مرحلة تفاعلية مهمة وذات قيمة ثقافية وفكرية.
أتصور أن من يعيشون في عالم اليوم بما يحويه من كم هائل من المعلومات والتفاعل، يستطيعون أن يحصلوا على مرادهم من مصادر متعددة. هذا قد يجعل الطالب يعلم أشياء قبل أن تصل إلى المعلم. من هنا تنشأ أهمية الربط بين الواقع والمنهج الدراسي.
سيبحث الطالب دوما عن المعلومة، وسيكون أقدر على مناقشتها وربطها بما يعيشه يوميا. يستطيع الطالب في مرحلتنا هذه أن يداخل في الفصل ويكتب التقارير عن منهجه المرتبط بواقعه. ومن ثم ستتحول المدرسة إلى حالة تفاعلية مهمة تكوِّن وتنمي شخصية الطالب وتربطه بها بقوة؛ كونها تفسر ما يراه يوميا، وتتعامل مع ما يعيشه ويهتم به من الأحداث.
ثم إن الطالب سيبدأ في تكوين قناعات واقعية، مبنية على ما يقرأه في الصحيفة ويشاهده في التلفزيون ويسمعه في تجمعات أسرته ومجتمعه. وهذا سيكون -بالضرورة- مؤثرا أهم في صقل قدرات الطالب وترسيخ إمكانات النقاش والتفاعل لديه. سيكون في النهاية قادراً على تثقيف نفسه بحكم معايشته للواقع الذي يتحدث عنه الكتاب.
تعاني مناهجنا ومدارسنا الابتعاد غير المبرر عن الواقع واهتمامات الطالب. تأتي هنا أهمية إيجاد ورش تفاعلية سواء كانت في مجالات مهنية أو فنية أو تقنية يمكن أن يعبر بها الطالب عن نفسه ورؤاه واهتماماته.
عندها تصبح المدرسة الأمر الأهم في حياة الطالب واهتماماته وتتحول سويعاته فيها إلى حالة من السعادة والترقب والتثقيف.