الحمار والبردعة
أشياء كثيرة لا تعجبني في الاتحاد السعودي لكرة القدم، أبرزها البطء في التفاعل مع الأحداث الرياضية المعني بها، ولغته الخجولة غالبا إن مارس جزءا من التفاعل المطلوب، إضافة إلى ضبابية رؤيته تجاه بعض الأحداث وانعدام الشفافية أحيانا أخرى.
..ورغم هذه الانتقادات، إلا أن الاتحاد الموقر بأعضائه المحترمين، يُحمَّلون في مرات كثيرة أوزارا لا علاقة لهم بها، مرة بداعي الجهل بمناطق عمل مجلسه الحقيقية وصلاحياته، وفي مرات أخرى للتنفيس، فيكون هو الضحية المثالية غير المخيفة التي يمكن أن يلقى عليها تبعات كل شيء.
قضايا عديدة في الوسط الرياضي، أخطأ فيها اتحاد الكرة، ويستحق ما وجه له من انتقادات تجاهها، وقضايا ليست قليلة عُلق فيها على المشانق بلا جرم واضح حقيقي، للمثال لا الحصر، قضية احتجاج الهلال السعودي على الأهلي الإماراتي في مباراة الرد لنصف نهائي دوري الأبطال، وفيها سؤال عريض ما المطلوب من اتحاد الكرة تجاه هذه القضايا؟
في المخاطبات بين الاتحادات الدولية وأي ناد تحت قبته، لا يتعدى دور الاتحاد المحلي، الرسول والمشورة إن طُلبت، ولا يستطيع تغيير أي شيء مهما حاول، بل إن الدروب كلها مغلقة أمامه في أي محاولة اتصال باللجان القضائية القارية والدولية بأمر النظام، وهذا ما يضعه في دائرة المرسَل فقط، مجبرا لا مختارا.
اتحاد الكرة السعودي، أصدر بيانا في أعقاب احتجاج الهلال، يعلن فيه دعمه الكامل للنادي الأزرق في خُطاه القانونية، وهذا تصرف قصد منه الاتحاد استباق الأحداث ومحاولة بناء جدار عازل بينه والانتقادات المتوقعة، لم تنجح مساعيه، إذ سرعان ما انهار الجدار مع تهنئة يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة الإماراتي فريقه المحلي الأهلي بكسب الاحتجاج، فثار زملاء وجماهير متحمسة يستشهدون بموقف السركال وينتقدون اتحاد عيد، هل السبب منطقي؟ الحقيقة أنه سبب غريب لا يمت للمنطق بصلة، فماذا فعل السركال حتى يُطرح مثالا إيجابيا يوصى عيد باقتدائه وينتقد بسببه؟ لا شيء سوى تهنئة عابرة.
تابعت احتجاج الهلال منذ الليلة الأولى لتقديمه، وكان من الممكن إعلانه في حلقة اليوم ذاته من “في المرمى”، لكننا رأينا التأني حتى الحصول على نسخة من ورقتي الاحتجاج، وهذا ما حدث في اليوم التالي، وتابعت الاحتجاج لاحقا مع مصادرنا في الاتحاد الآسيوي، وعرفت الخطى الإماراتية القوية التي قام بها أهلي دبي، ولم تلق أي دفعة من الاتحاد المحلي أكثر مما قدمه اتحاد عيد للهلال، دعم بالكلمات والدعوات، ومن يقول إن السركال نافذ في اتحاد القارة، فهو يتحدث عن مرحلة ما قبل ترشحه للرئاسة، أما بعدها فأحمد عيد أقرب بكثير لأصحاب القرار الآسيوي منه.
يخطئ اتحاد عيد في بعض القضايا، لكن تحميله أي قضية تدار في الوسط الرياضي، خطأ وظلم نمارسه تجاه المجلس المنتخب، تدفعنا إليه الحماسة مرات، ومرات أخرى مدفوعين بنظرية “الحمار والبردعة”.