قروب مراهقات (2)

في مقالي السابق حدثتكم عن رسالة الأم التي وصلتني عن طريق الإيميل تشكو صدمتها حين اكتشفت صورا ومقاطع إباحية في قروب ابنتها الطالبة بالصف الأول المتوسط، التي لا تتجاوز الـ 13 من عمرها وتسألني بقلق بالغ: ماذا أفعل؟!
مشكلة بعض الأمهات أنهن لا يشعرن ببناتهن إلا حين "تقع الفأس في الرأس"، فتراها تلهث مسرعة تبحث عن الحلول للخروج بابنتها من المشكلة، وفي الوقت نفسه حتى تخرج هي من مأزق اتهام زوجها لها بالإهمال والغفلة عن تربية ابنتها، لو كان الاهتمام بالجانب الوقائي يشغل حيزا من تفكير بعض الأمهات لما رأينا، بعد التوكل على الله، مثل هذه المشكلات التي تبدأ مثل كرة الثلج ثم لا تلبث أن تكبر وتكبر حتى تكتسح هدوء الأسرة واستقرارها!
يقول جبران خليل جبران "لو رأيت الجميع ضدك والألوان غير لونك والكل يمشي عكسك لا تتردد، امش وراء قلبك وتمسك بمبادئك ولا تأبه لهم حتى وإن أصبحت وحيدا، لا تتردد فالوحدة أفضل من أن تعيش عكس نفسك لإرضاء غيرك".
ــ مشكلة بعض الأمهات أنهن لا يجعلن لهن بصمة مميزة في تربية أبنائهن، بل تنظر إحداهن لفلانة قريبتها وعلانة زميلتها، ثم تقرر أن تكون نسخة مقلدة منهن، لأنها تثق بأفكارهن وطريقتهن في التربية دون أن تتوقف وتسأل نفسها عن نتائج هذه التربية "الفلتانة" فيما بعد!
ــ من قال إن الحرية أن تعطي الأم ابنتها مطلق الثقة في "ذرع" المولات والمطاعم ذهابا وإيابا بصحبة رفيقاتها في سن لا تقدر فيه الفتيات العواقب ولا يفكرن بطريقة عقلانية متزنة؟!
ــ من قال إن الثقة أن تفاجئ الأم ابنتها المراهقة بشراء "جوال" خاص بها، حتى لا تكون أقل شأنا من ابنة عمتها وابنة خالتها وابنة جارتها، وتمنحها كامل الصلاحيات في إنشاء قروبات والدخول على مواقع التواصل الاجتماعي التي اختلط فيها الحابل بالنابل والصالح بالطالح حتى أصبح الأمر "شوربة"!
ــ من قال إن التربية الحديثة تعني حرية شخصية للفتاة المراهقة فتخرج من المنزل وهي تطلي وجهها بالمساحيق وكأنها تعلن عن "بوية جدران"، وتذهب وحدها مع السائق تحت أكذوبة "بنتنا واثقين من أخلاقها"، وترتدي ما يحلو لها تحت عذر "ما إحنا ناس معقدين"، وتصادق "المتردية والنطيحة" تحت شعار حرية شخصية، ثم بعد ذلك حين تنحرف الفتاة أخلاقيا تصرخ الأم وتهرول هنا وهناك تطلب حلا عاجلا "للبلوى" التي هي فيها!

وخزة
يقول رسولنا عليه الصلاة والسلام:
"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"
لو استشعر بعض الأمهات الغافلات عظم الأمانة لأدركن أن الأمومة تربية وليست مسألة "تفريخ"!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي